الجمعة، 5 نوفمبر 2010

جزر الغموض - 12


الوجود الجديدة في هذه الحلقة
الناي الحزين
رقعة بياض
وجه القمر

فتحت ~ زمردة ~ عينيها بهلع شديد وهي تتأمل المكان التي هي فيه ، كان المكان عبارة عن كهف متشبع بالمياه مما يدل على وجوده بالقرب من منبع الماء ومما يؤكد ذلك الظن سماعها لصوت خرير المياه ، كان المكان ضعيف الإضاءة بسبب كتل الأشجار الكثيفة التي تحيط بمدخله والذي على ما يبدو كان منفذ الضوء الوحيد . حاولت ان تتأمل المكان ولكن غياب نظارتها جعلها تصاب بصداع نصفي ، قامت من مكانها تتحسس المكان الخالي من الحياة فتعثرت بكومة من العظام مما جعلها تصاب بالرعب الشديد قفد تيقنت أن من خطفها ما هو إلا من أكلي البشر ، مباشرة اتجهت ناحية الضوء الضعيف الصادر من مدخل الكهف ولكن الجسم المهول الذي ظهر فجأة جعلها تتراجع خطوات متعثرة بالعظام المتفرقة ، بطريقة غريزية رفعت ~ زمردة ~ عظم ضخم من الأرض وصوبته تجاه الجسم المهول الذي يتقدم ناحيتها بثقة .
- ابتعد عني وإلا سوف أصرخ بأعلى صوتي .
لم يصدر من الجسم الهائل أي صوت ينم عن خوفه أو تراجعه بل استمر في الاقتراب منها ، رفعت العظم وهوت بكل قوتها على صاحب الكهف وكانت مفاجأتها أن العظم تفتت على جسمه الجبار ، ورغم ضعف نظرها إلا أنها أستطاعت أن تلمح كومة الشعر الهائلة والتي تغطي جسم رجل الكهف ، ما أن وصل رجل الكهف بمحاداتها حتى أوقع ثور بري عند قدميها واصدر صوتاً بدون لغة مفهومة مما جعلها ترتبك حائرة ماذا يطلب منها . جثت على ركبتيها تتحسس الجسم الحيواني الذي اسقطه بالقرب منها فعلمت أنه ثور وليس إنسان فاطمأنت أن العظام المبعثرة هي مجرد لحيوانات ربما يقتات منها رجل الكهف .
اقترب رجل الكهف منها وأخذ يتشممها ثم مد لسانه الطويل ولعقها فشعرت بالاشمئزاز ولكنها خافت من غضبه فبادرت بلعق يده وكتمت كمية كبيرة من اللعاب الذي كاد أن يتطاير من فمها بسبب < لوعة الكبد > التي انتابتها . شقت ابتسامة واسعة وجه رجل الكهف كثيف الشعر فصرخ بصوته الجهوري بلغة غير مفهومة ، لم تستوعب ما يريده الرجل بداية ولكنه ضرب على صدره :
- الناي الحزين
استغربت ~ زمردة ~ من رجل الكهف ومن مخارج حروفه الواضحة والمفهومة وهي من كانت تتوقع بعكس ذلك ففهمت أنه يعرفها بنفسها فقامت بضرب صدرها :
- ~ زمردة ~
هكذا انتهى التعارف الأول بين رجل الكهف الناي الحزين وبين أسيرته ~ زمردة ~ . اشار الناي الحزين ناحية الثور البري ففهمت أنه يطلب منها طبخ الثور فقامت ملبية لأوامر سيدها الجديد .

أصاب همس 2007 الحزن الشديد لما أصاب أبنتها الوحيدة بتول من كآبة وانطواء على النفس بسبب اختفاء الخادمة الجديدة قطاعة البصل والمدعوة ~ زمردة ~ فلعنت اليوم الذي أتت فيه هذه المنحوسة والناحسة والمتنحسة فأخذت بصلة من النوع الكبير وغرست أسنانها المتفرقة فيها وأخذت بالهامها وهي تفكر في حل لكي تخرج أبنتها من عزلتها .
لم يكن الانطواء والعزلة والاكتئاب فقط ما أصاب بتول كان هناك التوحش والتسعر كلما أقترب مخلوق منها لدرجة أن قطط المخيم كلهااختفت في يوم اكتشافها باختفاء دبدوبتها ~ زمردة ~ .
قررت همس 2007 استشارة مساعدها ميلاد الذي كان الطبيب الخاص للإمبراطور ابو حسام قبل عزله وتعينه مساعداً للست همس ، لم يكن حال ميلاد بأفضل من همس 2007 وابنتها فنظر للقادمة بنوع من الخمول ، جلست الست همس 2007 القرفصاء بجانبه :
- ما رأيك يا ميلاد في حال ابنتي .. كيف اخرجها من مأزقها هذا ؟
حاول ميلاد لملمة افكاره قليلاً :
- لما لا تستشيرين والد~ زمردة ~ المهرج ؟ فلربما خبأها في مكان ما
- ليس هنا
- هرب هو الآخر ؟
- يبدو أنك في عالم أخر .. ألم تعلم أن سنابسي الهوى أصبح سفير الإمبراطور في المؤتمر الذي يقام في جزيرة الحشاشين .. نحن لم نخبره باختفاء ابنته فقد كان لدينا أمل بالعثور عليهاإضافة إلى كونه كان مشغولاً في الفترة الأخيرة مع الإمبراطور .
ذهل ميلاد عند سماعه هذا الخبر وخاصة في تعيين سنابسي الهوى وهو الذي يعلم أشد العلم ماكان أبو حسام يفرط في الذهاب إلى المؤتمر السنوي فشعر بوجود أمراً خافياً على الجميع فقام من فوره واتجه إلى الخارج بدون أن ينبس كلمة واحدة .

كان الحصانين يركضان بأقصى سرعة ممكنة في محاولة للهرب من معسكر الأمازونيات الذي أعلن حالة الاستنفار القصوى وأخذ في ملاحقة الهاربين قبل أن يصلا إلى الغابة السوداء ، بالطبع لم يكن اي من jawad و سماهر يعلمان إلى أين هو الاتجاه الذي يمكن أن يبعدهما عن خطر المحاربات . فحاولا أن يستنبطا ما يمكن استنباطه من خلال التضاريس المتاحة أمامهما فانطلقا في الطرق الوعرة وهما في خوف شديد إلى أن تؤدي بهما إلى حتفهما ، وهذا ما حصل فقد وجدا انفسهما أمام هوة عميقة ومنحدر جبلي خطير لا يتسع إلا لشخص واحد مترجلاً بدون حصان . لم يكن هناك مجال للتراجع فوقع الحوافر القادمة من بعيد أصبح صوتها أقرب . ترجلا من جواديهما وأخذا في تسلق الصخور الحادة حتى وصلا إلى طريق يمكنهما المشي فيه وانطلقا بأقصى ما يمكنهما قبل أن تصل الفلول الحاشدة ويكونا في مرمى سهامهن .
وصلت مساعدة القائدة ريان إلى مكان ترجل الهاربين واستطلعت بنظرها المكان فعلمت أنهما في المنحدر الخطير ، أمرت أثنتين من المحاربات باللحاق بهما فنفذا أمرها بدون تردد
- حالما تلمحاهما اطلقا عليهما السهام بدون رحمة ...
أومأت المحاربتان رأسيهما وانطلقا في أثرهما . كانت الصخور الصغيرة تتساقط من الممر الضيق وقد أمسك jawad بيد المضيفة الحسناء التي دب الخوف في قلبها كلما رأت الهوة العميقة والتي يبدو أن لا نهاية لها . لحظات كادت أن تسقط بعدما تعثرت بحصاة بارزة لم تنتبه إليها ولكن يد jawad القوية رفعتها إلى أعلى وإن كاد هو أن يسقط بدلاً منها ، حالما وصلا لنهاية الممر الضيق كان بانتظارهما ممر أخر يطل على نهر مياهه الجاري تجري بسرعة مخيفة لتصب في الهوة . وقبل أن يقررا الاستمرار في المشي اخترق سهم المحاربات صدر سماهر حتى زاغت عيناها وسقطت في المياه ، جفل jawad بعد مشاهدته هذا المنظر فحاول أن يمسكها قبل أن تسقط ولكنه فشل في ذلك فاختل توازنه وسقط على أثرها

اقتربت رقعة بياض بخطوات بطيئة نحو الباب الخشبي المصنوع من خشب التيك المعتق والمزخرف بنقوش افريقية الطابع يدل على أساطير قديمة لتبعد عن صاحبة الدار الحسد ، مدت يدها المرتجفة لتطرق الباب فبانت عروقها البارزة والطافرة من جلدها الخشن والمتجعد بشكل مخيف ، بعد برهة قصيرة كانت وجه القمر ذات العيون الحادة تبرز من خلف الباب لتعرف من هو طارق منتصف النهار فكم كانت تكره القادمين في هذه الفترة حيث قيلولتها من بعد عمل شاق في معصرة المعسكر ، ابتسمت غصباً عندما وجدت العجوز والتي تعرفها منذ الصغر هي من أتت فرحبت بها بشدة رغم علامات الاستفهام والتي دلت عليها اتساع شديد في العينين .
برجلها اليمنى الخشبية المرتجفة شرعت رقعة بياض في الدخول للمنزل الغريب والذي يتحاشى الجميع وخصوصاً الأطفال من الاقتراب منه بسبب خوفهم الشديد من وجه القمر المتوحشة والذي لا يدل اسمها عليها كما يسمونها والتي دائماً تهددهم بتحويل جماجمهم اللينة إلى شوربة عظام .
حالما استراحت العجوز على المتكأ انطلقت وجه القمر إلى المطبخ القريب باحثة عن بعض العصيرات والفواكه لتقديمها ولكنها تذكرت ليلة الأمس عندما أطعمت قرودها الخمسة بكل ما تبقى لديها من فواكه . نظرت تجاه قردها المفضل سوسوتانتا ( ومعناه باللغة الافريقية القديمة المهبب ) بقليل من العتب :
- هل رأيت يا سوسوتانتا ؟ ألم اقل لك لا تفرط في تناول الطعام ؟ ها أنت الآن معرض لعدة أمراض من أهمها السمنة المفرطة ولن يفيدك لحظتها لا حساب ((bmi )) ولا حساب معدل استهلاك السعرات الحرارية ومرض السكري والضغط وغيرها .. والأهم أحراجي مع هذه العجوز التي لا اعرف لماذا جاءت في وقت حرج .
جاء صوت رقعة بياض مفاجئاً :
- أسمعك يا وجه القمر .. دعي عنك قردك المدلل والعصيرات وتعالي هنا .
اصفر وجهها رغم كتامة لونها فعلمت أن ما يطلق على هذه العجوز من إشاعات حول كونها كانت فرداً من منظومة المباحث الثورية صحيحاً فهي تمتلك قدرات سمعية غير طبيعية رغم تقدمها في السن واقترابها من مرحلة الخرف . دخلت وجه القمر على العجوز وجلست بجوارها لتستفهم منها حول سبب مجيئها .
اعتدلت رقعة بياض ونظرت إلى وجه القمر بتمعن بعينيها التي انطفأ بريقهما :
- يا عزيزتي جئتك في استشارة .
- إن كان في وسعي يا خالة .
- انا افكر في تزويج ابني ؟
- من ؟ المعتوه حسن علي !!! من هي المجنونة التي ستفكر مجرد التفكير أن توافق على الارتباط بمثله
تلعثمت العجوز ولم تحر جواباً فهي تعلم سوء سيرة أبنها كشخص عابث لا مبال ليس لديه هم سوى ثلاثة أمور في حياته النعال الزنوبا وردي اللون ، والبلوت مع رفقة السوء والمعسل .
- اعلم أنه من الصعب أن توافق عليه إحداهن . ولهذا جئتك أنت .
- لماذا ؟
- لأخطبك لأبني .
- أنا ؟
كانت مفاجأة غير متوقعة فهي وإن كانت تعلم أن لا أحد من شباب معسكر الثوار سوف يقدم على خطوة خطبتها بسبب سيرتها في الشراسة والجبروت إلا أنها كانت من المستحيل أن تفكر في الارتباط بمثل من هو حسن علي .
- أنت تعلمين يا خالة قصتي مع أبنك من أيام الروضة فهو يكرهني ويرتعب من اسمي فكيف بالله عليك أن أكون زوجته . هل هو على علم بذلك ؟
- في الحقيقة .. لا .. إنه لا يعلم حتى الآن . فهو في مهمة خاصة لجلالة ملكة الثوار ، وأنت تعلمين علم اليقين أن رجال المعسكر لدينا لا يؤخذ برأيهم في مثل هذه الأمور .
- ولماذا أنا ؟
- لأنك تستطيعين جعل حسن علي يمشي على العجين ما يلخبطوش كما يقولون ، وهذا ما يحتاجه إدارة منزل حازمة .
- ولكنه لن يكون سعيداً معي .
- جمالك يا وجه القمر لا يكمن في لون بشرتك ولا في القسوة الظاهرية التي تبدينها تجاه جيرانك ، بداخلك حزن ووحدة لا يشعرها إلا من يمتلك حاسة السمع الرهيفة مثلي ، اسمع نبضات قلبك بكل وضوح ، اعلم أنك متدفقة الإحساس وإن أظهرت بعكس ذلك . حسن يحتاجك أكثر من أي امرأة أخرى .
أطرقت وجه القمر برأسها قليلاً فقد استطاعت هذه العجوز أن تعرف خبايا نفسها :
- متى الزواج يا خالة .. أقصد يا عمة ؟
- حالما يصل سوف نزفك عليه .

كانت الجموع محتشدة في جزيرة المنبوذين تتطلع باهتمام بالغ ناحية ملكتهم المبجلة غادة والتي كانت في حالة من النشوة البالغة ، كانت الهمهمات تتناقل بين المنبوذين هنا وهناك ، رفعت غادة يدها إلى أعلى فصمت الجميع وبصوتها الوقور نطقت بالمفاجأة المرتقبة :
- أيها الشعب العظيم ناجية تسلم عليكم
سرت الهمهمات مرة أخرى بين الجموع حول من تكون منجية هذه وكأن غادة قد فهمت ما يجول في خاطرهم :
- هذا هو اسم منقذتنا منذ اليوم وقد اتصلت بي منذ قليل
نظرت إليهم وقد علت الدهشة وجوههم المشوهة فأردفت
- تعمدت ناجية أن تختفي لكي تعلم ماهو استعدادكم للموت في سبيلها والولاء إليها
كالنار في الهشيم سرى الحماس في أرواح المنبوذين فصرخوا بأعلى صوتهم :
- تعيش ناجية .. تعيش غادة
ابتسمت غادة ابتسامة رضا ورفعت يدها من جديد فحل السكون :
- أخبرتني ناجية أن غداً هو يوم ميلادها ، سوف نقيم الاحتفالات بمثل هذه المناسبة ليكون يوم ميلاد قداستها هو يوم عظيم لشعب المنبوذين
تعالى الهتاف من الجميع فالتفتت غادة ناحية مساعدها المذهول من الأمر وكأنه غير مصدق لما يجري :
- اختر بعض الرجال واحزموا امتعتكم .
مرة أخرى لم تتوقف المفاجأت فبدا الغباءيستفحل في وجه المساعد :
- لماذا يا مولاتي
- ستتجهون إلى جزيرة الحشاشين لحضور المؤتمر السنوي
- ولكنناغير مدعوين .
- منذ اليوم كل شيء تغير وسنفرض أنفسنا عليهم .

أخذ عاشق المسرح يذرع المكان جيئة وذهاباً في البهو الرئاسي في انتظار الرئيس يوسف ابريه الذي كان في اجتماع مطول وشعر بالإهانة الشديدة لعدم دعوته لهذا الاجتماع رغم أهميته كرجل أعمال وصاحب حظوة وامتياز لدى ضيوف المؤتمر ولكن الحقد الذي يغطي روح يوسف ابريه تجاهه هو من يجعله يتعامل معه بهذه الطريقة ، لم يكن حال عاشق المسرح في الحقد بأفضل من رئيس الجزيرة وخاصة عندما تفوق عليه في الانتخابات الرئاسية رغم الاستطلاعات العامة والتي تشير لتفوقه على منافسه بنقاط كثيرة تصل إلى 14 % ولكن أصله العرقي كان السبب في التصويت ليوسف ابريه في النهاية ، فعاشق المسرح من أصول عمالية متواضعة بعكس يوسف ابريه الذي كان ارستقراطيا مترفاً ، بدأ عاشق المسرح حياته عندما وصل إلى الجزيرة شحاذاً متسولاً ثم عامل نظافة بعد واسطات ورشاوي لكي لا يتم ترحيله من الجزيرة بسبب إقامته غير المشروعة ومن ثم جاءت فرصته بالزواج من أحد الممثلات الشهيرات في السابق والتي أصابها الأفول فوجدت في الشاب العشريني الذي كان متواجداً في معظم مسرحياتها أملاً في استرجاع شبابها فعقدت العزم على الزواج منه رغم تحذيرات من حولها أنه هو من سوف يستفيد منها لا هي ، ولكنها لم تصغي إليهم وتزوجته فأحترف المسرح وأصبح شريكاً معها ، فترات بسيطة وتموت الممثلة الشهيرة في ظروف غامضة ويرث عاشق المسرح كل أملاكها .
ما أن انتهى الاجتماع حتى دخل عاشق المسرح غاضباً وهو يلوح بيديه كعلامة احتجاج ، نظر إيه يوسف ابريه بهدوء شديد مصطنع :
- ما ورائك ؟
- كيف تتجاهلني بهذه الطريقة المهينة وأنت تعلم علم اليقين أن كل ضيوف الجزيرة لا غنى لهم عني وعن النوادي الليلية التي أملكها .
ابتسم يوسف ابريه مجدداً :
- لم أتجاهلك كان هذا اجتماعاً أمنياً
ضحك عاشق المسرح بعصبية :
- اجتماعاً أمنياً في حضور بائع المعجنات ؟؟؟ قل كلاماً غير هذا
- Aziz هو المسؤول عن التغذية في المؤتمر ونخشى من عمليات إرهابية تقوم على أساس تسميم الحضور .
انكمش عاشق المسرح فهو يعلم علم اليقين مدى قوة الحجة لدى خصمه ، فأخذ يحاول للعودة للموضوع الأساسي :
- ومتى سوف يتم اجتماعنا إذن ؟
- لن يكون هناك اجتماعاً معك في الوقت الحالي فجميع الأوامر أعطيتها الوزراء تستطيع مراجعتهم بهذا الشأن .
زمجر عاشق المسرح وخرج غاضباً هو يتوعد بالنيل من يوسف ابريه في أقرب فرصة .

في جزيرة الإمبراطور وقف زهدي على رأس أبو حسام الذي كان ينظر إليه برعب شديد وهو يرى ابتسامة الطبيب تتسع ، نظر إليه زهدي بشيء من السخرية ونادى زينب عبدالله الواقفة خلفه :
- أين الخشخاش يا حلوتي
- فرمتها جيداً
- جيد .. أبو حسام يحتاج ألى بعض منها لكي ينام ويعيش في عالم الأحلام فأمامه مشوار طويل لمنجم الفحم .
ما أن سمع أبو حسام هذا الخبر الصاعقة حتى غاب عن الوعي وعلم بهلاكه ما أن يقع بيد سما المتجبرة .


يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق