( 8 )
الوجوه الجديدة في هذه الحلقة :
يوسف آل ابريه
عاشق المسرح
Aziz
حكيم
جزيرة الحشاشين أشهر جزر الغموض على الإطلاق فهي منتجع و ملتقى الجميع في جميع المناسبات ،الأصدقاء منهم والأعداء ( ماعدا المنبوذين ) ، ففيها أكبر كازينو للقمار وفيها ما لذ وطاب من أصناف المخدرات . جزيرة حيادية مستقلة لم تدخل في صراعات سياسية منذ ما يقارب الستين سنة بعد حرب الجزر العالمية والتي انتهت باستقلال هذه الجزيرة وكسبها احترام الجزر المجاورة .
رئيسها يتم عن طريق الانتخابات الذي يمارسه الشعب بكل حرية وبدون أي ضغوط ، هموم الشعب قليلة وتنحصر في كيف يحصلون على أكبر مساحة من الحرية الشخصية في تناول الأفيون أو مناقشاتهم الساخنة وجدلياتهم التي لا تنتهي حتى أن البعض يسمي جزيرتهم بجزيرة السفسطائيين .
أشهر قاطني الجزيرة رئيسها الحالي يوسف آل ابريه الذي اشتهر باشعاره الحماسية والغزلية والبوذيات والزهيريات ، يخاف منه الجميع ولا يخاف إلا أمراً واحداً ، مكان مهجور اسمه دير سنابس هذا المكان تعرض فيه يوسف آل ابريه عندما كان صغيراً لمحنة جعلته يخاف بل يصاب بالرعب عندما يذكر له اسم هذا المكان ، رغم أنه في بعض الليالي المظلمة يتجه بجواده البني ناحية الدير المهجور ويقف هناك بخشوع يتذكر فيها محنة الطفولة وما جرى له .
ماذا جرى له لا يستطيع أحدهم أن يؤكد هذا الأمر ولكنه كان صعباً للغاية على طفل صغير لدرجة أنه كان يسير أثناء نومه متجهاً للدير قبل أن ينتبه والداه لذلك ويحبسانه في غرفة مقفلة بإحكام .
هذه الطفولة البائسة جعلت من يوسف آل ابريه رجلاً سليط اللسان وفصيحه .
اشهر ثاني رجل في هذه الجزيرة هو عاشق المسرح صاحب أكبر كازينو للقمار وصاحب أكبر مسرح في الجزر بأجمعها ويتولى التمثيل بنفسه كترحيب خاص لرواده المشاهير من الجزر الأخرى . عاشق المسرح من المشهورين أيضاً بسلاطة لسانه حتى أنه ذات مرة وقف أمام رئيس الجزيرة وعيره :
فإذا زُلزلت الأرض تحت رجليك وادلهمت السماء في عينيك, اجمع شتاتك واشحذ همتك واطلب المدد أو استأجر القويَ الأمينَ فوالله لا مأوى لك مني ولا مهرب لك عني. أنا كالليل إذ يغشاك وكالنهار إذا أسناك وكالدهر إذا أفناك. بي عُرفتَ ودعيت وبي علوتَ وسموت, أنا أعطيك وأمنع, أنا أُنْزِلْك وأرفع. أنا علمتك منطق القوافي وأسررتُ لك بما يذيب قلوب الكاعبات الحسان. لك أن تنحو نحوي وتذهب مذهبي فتفلح, ولك أن تنازعني فتكون من الخاسرين **
فما كان من رئيس الجزيرة إلا أن استشاط غضباً وارعد وأزبد وأصابعه في شعره قد اغرز وظل يتوعد و يتوعد لأن يجعل ليله كالحاً أو أسود .
ثالث رجل في هذه الجزيرة هو Aziz صاحب أكبر مطعم معجنات في الجزيرة لا يرتاد مطعمه إلا المشاهير حتى أن البيتزا التي يصنعها بنفسها يصل سعرها لعشرة أضعاف سعرها في السوق العادية
كانت الجزيرة على وشك تحقيق أهم حدث عالمي في الجزيرة فقد قررت أن تستضيف في مؤتمر عالي المستوى عن أهمية التوازن البيئي وسبل تطوير الموارد البشرية من العبيد والعمال لتناسب الأوضاع الراهنة حيث الكساد الاقتصادي والتضخم الذي ارتفع بطريقة مفاجئة حيرت قاطني الجزر .
وبذلك فقد كان العمل على قدم وساق في انتظار موفد جزيرة الإمبراطور وموفد الثوار وموفدة الأمازونيات الذين سوف يقطنون الجزيرة الساحرة بما فيها من متع وترفيه ، ولا ننسى الصفقات السرية بين الوافدين بما يحقق مصالحهم السرية .
بينما كانت آلاء تقوم بغسل رجلي أبو حسام في الطشت وتدليكهما وإضافة الزيوت العطرية والطيارة لإضافة المزيد من الراحة والسرور كان أبو حسام ينظر بحنق تجاه زهدي الذي بلع ريقه وشعر في حلقه ما هو أقرب للحريقة
- ماذا تقصد
- الشرخ بدأ يمتد في ضلوعك وربما يصل إلى العمود الفقري إن لم نعالجه ، للأسف الشديد الأربطة الطبية التي وضعتها لك لم تأتِ بنفعها بسبب حركتك الكثيرة والصعبة وهذا النوع من الإصابة يحتاج إلى راحة .
- ولا يوجد عندك غير هذه الطريقة ؟
- للأسف هذه هي الطريقة الوحيدة للمحافظة على حياتك
- ولكنك عندما تجبس الجسم بأكمله سيجعلني غير قادراً على الحركة
- وما وظيفة الخدم إذن يا مولاي ؟
- وأعدائي ؟
- فترة وتنتهي يا مولاي .
- ألا يمكن أن نؤجل هذا ألأمر للغد
- إن كنت سوف تتحمل نتيجة قرارك بدون أن تحملني جزءاً من المسئولية فافعل ماشئت ، ولكني احذرك الشرخ أصبح في وضع خطر وربما حركة واحدة أخرى خاصة مثل حركتا الصفع والرفس اللتان مارستهما بحق مجندتك الخائنة ربما تصيبك بشلل كامل . عندها حتى أعدائك لن يشمتوا بك بل يرثون لحالك .
ابتسمت آلاء ابتسامة تشع بالطيبة :
- أعدك أيها الطبيب أن اجعله ينام كالطفل هذه الليلة بدون حركات وبدون تشنجات
نظرت من أعلى حيث كان أبو حسام ينظر إليها بإبتسامة رقيقة فهذه المرأة خلال اليومين الفائتين استطاعت أن تجمع حنانات الدنيا بأكملها وتصبه في قلبه دفعة واحدة فنسى خلالها ذكريات الطفولة البائسة حيث كانت والدته تضربه بمخمة السعف على رأسه أو الملاس على ظهره بدون رحمة أو شفقة . ارفقت آلاء ابتسامتها :
- سوف أحكي لك يامولاي هذه الليلة قصة ليلى والذئب هل سمعتها ؟
قاطعها زهدي الذي بات يضيق صدره من هذه المرأة العجوز الخرفانة ( على حسب كلامه ) وشعر أنها خطرة على مخططاته إن لم يتخلص منها .
- هذه الوعود لا تنفع فحركة نوم هادئة قد تصبح لياليه صاخبة بالألم .
نظر أبو حسام إلى البعيد فكلام الطبيب منطقي ولكن هذه سيجعله خلال الشهر والنصف التي هي مدة الجبس عرضة لأن يغتال أو أن يطمع الرجال من حوله في أخذ الملك منه .
- وكيف استطيع المحافظة على هذا السر ؟
ابتسم زهدي ابتسامة تنم عن التفكير وفي ذات الوقت لنجاحه السريع الذي لم يتوقعه :
- نستطيع أن نجعلك في هذه الخيمة لايدخل عليك إلا من تثق بهم وبولائهم
- وماذا اقول للناس ؟
- الإمبراطور معتكف .
- معتكف !!! ماذا تعني ؟
- يكتب كتاباً عن سيرته الذاتية ولا يريد إزعاجا من أحد والأوامر يتلقاها الشعب عن طريق الخواص .
في الغابة الصغيرة والقريبة من منجم الفحم تقدم بضعة من الجنود بحذر شديد شاهرين رماحهم وسيوفهم لاقتناص رامي السهام المجهول الذي رمي قائدة المنجم سما منذ ساعات قليلة .
كان المكان موحشاً ورغم اعتدال الجو إلا أنه كان خانقاً ولم تشفع له نسمات هواء الغابة في أي تغيير . صوت العصافير قد اختفى وكأنها تنبأت بحدوث مصاب خطير ، كل تلك العلامات لم تخف على الجنود الذين شعروا بتوتر يرهق أعصابهم .
شعر أحد الجنود بالعطش فشرع يغرف من ماء الغدير الصغير وقد وضع سلاحه بجانبه ، أغمض الجندي عينيه ليرتاح قليلاً من التوتر الذي أصابه وحالما نظر في صفحة الماء هاله ما رأى فتراجع خطوات متسارعة وهو ينتشل سلاحه في محاولة لشهره ، خطوة متراجعة واحدة إضافية والجندي معلق من رجله في أعلى الشجرة ، وقبل أن يستوعب الأمر اخترق صدره سهم مدبب فضي اللون . انطلقت صرخة الجندي تسبقها حشرجة الموت من رئتيه ، تراكض الجنود في البحث عن زميلهم وسقط أحدهم في حفرة ملغومة بالرماح الخشبية فتمزق جسده قطعاً صغيرة ، ولم يكن زميله المجاور بأحسن حال منه فقد سقطت قطعة من الشجر العملاق عليه حالما لامس خيط رفيع مربوط بين الشجر والصخور .
مرت ساعات طوال منذ انطلاق الحرس نحو الغابة الصغيرة والمشهورة بـ osteocranium فأخذت سما المصابة في كتفها بسهم Renad الفضي تذرع المكان بعصبية واضحة متناسية الألم الذي أصابها ، كان عدد الحراس قليل ولذلك فهي لا تستطيع أن تغامر بإرسال فوج أخر خوفاً من استغلاله من قبل بعض السجناء فتقع محاولة هرب غير محددة المخاطر .
سجن العمل عبارة عن كهف بالقرب من المنجم رطب ولزج بسبب كميات كبيرة من البخار الساخن الذي يخرج من باطن الأرض مما يجعل الحياة في داخل الكهف في الصيف أشبه بالجحيم بينما يعتدل الحال في الشتاء القارس ، وفي الصيف تكثر الوفيات وأمراض الرئة بين العمال والعاملات اللاتي يقمن في زنزانة مجاورة في نفس الكهف .
دخلت سما كهف السجن فوجدت العمال الجدد متقوقعين على بعضهم البعض في حالة من الشرود وعدم الإدراك لما يجري بينما العمال القدم كانوا في زاوية من الكهف يستعدون للولوج في فرشهم البالية متناسيين ما حدث من أحداث وهجوم من المحتمل أن يكونوا الثوار هم من قام به .
نظرت رئيسة المنجم ناحية العمال الجدد أو ما تسميهم بالعبيد فلفت نظرها izaq الذي كان ينظر إليها بفضول أو محاولاً أن يستدر عطفها رغم محاولات بحراوي في ثنيه عن هذه الفكرة والذي حالما رأها تنظر جهتهم تقوقع على نفسه وشعر بالويل والثبور من أفكار زميله فالتحف بالبطانية الرثة التي يتشارك فيها مع نسيم والذي كانت رائحة العرق الصادرة منه نفاذة لأبعد حد فتجلد وتصبر واحتسب أمره وأخذ يحاول السرحان في زوجته الفقيدة ولكن بدون فائدة .
كرهت سما بلاهة izaq الشديدة فاقتربت منه بخطوات سريعة فما كان من الكابتن إلا أن ابتسم ابتسامة واسعة فها هي سما جاءت إليه لتعتذر منه عما جرى له بعدما اكتشفت أنه هو قائد الطائرة وربما سمعت من البعض أنه ماهر في القيادة ففكرت أن تستعين بخبرته في هذا المجال ولكن ركلة سريعة في خاصرته اليمنى جعلته يدرك أن حساباته كانت خاطئة ، نظرت إليه مع ضغط الحروف بشكل واضح :
- إن نظرت إلي مجدداً بهذه الطريقة صلبتك على جذع الشجر ... فاهم ؟
أومأ izaq بإيجاب وقد أستوعب الدرس جيداً فاستدار ناحية الجدار يتطلع للرسومات الفحمية وهو يحبس دمعته غصباً ، زعقت سما بأعلى صوتها منادية أحد الحراس ، جاء الحارس مهرولاً :
- ما الذي جعل العبيد متجمعين هنا عند مقدمة الزنزانة ؟
تلعثم الحارس قليلاً :
- لم يكن لدينا وقت ؟
- وقت ! لماذا ؟
- ظنناه هجوماً من الثوار فارتبكت حساباتنا .
- حساباتكم ؟ من أنتم بالضبط ؟
ارتبك الحارس وحار فيما يقوله فشدته سما من شعره :
- يبدو أنك نسيت أنني هنا الآمرة والناهية ، أنا من تضع الحسابات والخطط .
- معذرة سيدتي لم تكن تلك الكلمة في محلها .
- عقاباً لك سوف تذهب الآن وحيداً وتأتي لي بأخبار الجنود الذين ذهبوا إلى osteocranium الآن .
حالما سمع الحارس هذا الآمر تغيرت ألوان وجهه وغابت ملامحه فتصفد العرق من جبينه بغزارة مفرطة ولكنه غصب نفسه وابتسم ابتسامة عريضة :
- شرف لي خدمتك يا مولاتي والموت في سبيل المنجم العظيم .
- اذهب الآن .
قبل أن يلبي الحارس أوامر رئيسة العمال سمع الجميع صراخ قادم من الغابة فهلع الجمع فخرجت سما من الكهف لتفاجأ بمنظر غريب فقد كان أحد جنود الفوج يركض كالمجنون وقد تعرى جسده إلا ما ندر و اخترق عينيه اليمنى سهم وفي مؤخرته سهم وفي أذنه اليسرى سهم أخر .
كان المنظر مرعباً سقط على أثره أشجع الفرسان ولكن سما تماسكت جيداً ولم تظهر أي خوف فطلبت من الجندي المفزوع أن يتقدم ويهدأ ويحكي لها ما حدث ومن هم المهاجمون ؟ وكم عددهم ؟
- لا اعرف يا سيدتي .
- ماذا تقصد
- كأنها مجموعة من الأشباح
- كأنها !!! من هي ؟
- التي تصطادنا ؟
- أنثى ؟
- صيادة
حالما سمعت سما هذه المعلومة حتى ابتسمت ابتسامتها الخبيثة :
- Renad
كانت الدهشة تعلو وجه A.M.A وهو يرى النار تشتعل من بين يدي غادة ففتح فاه وصرخ بأعلى صوته :
- وويلاه .
فنظر إليه الجميع بدهشة عما يفزعه فتعجبوا أنه ليس الوحيد الذي تراجع من الخوف بل كل جنود A.M.A فعلوا مثله . فتقدم منه فاضل الجابر ليهدئ من روع أخيه .
- اهدأ يا أخي .
- لكنها تستطيع أن تشعل النيران ساحر القبيلة حكيم لا يستطيع أن يفعل مثلها .. لابد أنها من الأرواح الطيبة .
حالما سمع المقاتلون هذه الجملة خروا سجداً ناحية ملكة المنبوذين فهم فاضل الجابر أن يمنعهم من فعل ذلك وإفهامهم حقيقة النار ولكن يد غادة منعته منذ لك .
- هل تريد أن تقول أن حكيم لا يعرف كيف يشعل النار المقدسة ؟
- نعم يا سيدة الأرواح الطيبة فعلم النار لا تختص به إلا الأرواح الطيبة وليس خدم الأرواح
- إذن اذهب ورجالك إلى قبيلتكم وقل لهم أن سر النار سوف يصبح ملكهم إن أرضوني
سقط الجميع ساجدين لما أمرتهم به سيدتهم المبجلة وانطلقوا على خيولهم الملونة ملبين أوامرها وراغبين في رضاها وقد استنشقت أرواحهم عبير سحرها .
شعر ميلاد بالغصة وهو يقرأ خطاب اعفائه من منصبه كمعالج قضى ردحاً من الزمن في هذه الوظيفة المرموقة ، نظر تجاه سنابسي الهوى الذي سلمه الخطاب :
- ما الذي فعلته كي يعفيني من منصبي .
نظر إليه سنابسي الهوى بكثير من الشفقة رغم أنه هو أول من تنكر له بعدما استلم ابو حسام منصبه الجديد :
- وجد طبيباً حقيقياً .
- ماذا تقصد بالحقيقي ؟
- طبيب .. شهادته في الطب .
- هل عرض عليكم الشهادة أم ماذا ؟
- أنت تعرف لا علم لي .. ولادخل لي .. أنا هنا لأنفذ أوامر الإمبراطور .
- تسليمي الإعفاء ؟
- لا .. وإنما تسلم المريضة التي عندك وتسليمها للطبيب فقد أصبحت من أولوياته .
نظر ميلاد بحنق جهة خطاب الإعفاء وجهة الخيمة الزرقاء التي عاش فيها أجمل ايام حياته وشعر بان هناك ما ليس على ما يرام .
تململ jawad في فراشه الوثير بعدما شعر بصداع رهيب في راسه ومد يده متوقعاً أن تمسد جسد إحدى الجواري من حوله ولكنه فوجئ باختفائهن جميعاً ، فتح عينيه في الظلام فوجد حارستين عند بوابة خيمته فكر أن يستعلم منهما عما يجري وأين الجواري اللاتي أعتاد وجودهن بجواره ولكن صوتاً من خلف الخيمة جعله يلتفت إليه فنظر من خلال شق صغير وهاله ما رأى ، فقد كانت مجموعة من نساء الأمازونيات يحملن المشاعل وفي الخلف كان رجلاً بديناً مقيداً بالحبال والأصفاد يجررنه بقسوة بالغة فعلم أن هناك أمر جلل ، حفر حفرة صغيرة وانسل من تحت التراب إلى الخارج بدون أن تشعر به حارستا البوابة واتجه متعقباً الجمع الغفير .
كانت نساء الأمازونيات متحلقات حول حفرة كبيرة ينظرن إلى الرجل البدين الذي لم يكن مستوعباً لما يجري فأخذ يضحك ببلاهة شديدة :
- هل هذه لعبة أخرى سيداتي الجميلات ؟
ولكن الصمت المطبق جعله يعلم أن المسألة تتعدى اللعب والغنج الذي اعتاده ، لحظات قليلة وصوت الطبل يزمجر في المكان بقوة تصم منها الآذان ، فهلع jawad مما يرى وأخذ ينظر ما تسفر عليه الأمور وهو مختبئ خلف أحد الصخور .
تراجع الرجل البدين خطوات في خوف واضح ولكن صوت بوابة حديدية من خلفه جعله يلتفت فاصفر وجهه عندما رأى حيواناً يشبه الأسد في شكله واقفاً أمامه مستعداً للانقضاض عليه فعلم أن نهايته قد حانت .
حاول الرجل البدين الهرب وتسلق الحفرة ولكنه فشل فأخذ يستنجد بهن :
- يا سيدة ريان انقذيني من هذا الوحش ، يا سيدة أزهارأرجوك قولي لي ماذا فعلت ؟ انقذيني .. أقلاً انظروني حتى أرى أبني الذي لم يولد بعد .
كانت تلك كلماته الأخيرة فقد انقض الوشق عليه وجره من رجليه واخذ في افتراسه وجميع الأمازونيات ينظرن بخشوع متوحش ما يفعله سيدهم بفريسته .
أغمضت سماهر عيناها رعباً وهي غير مصدقة في الورطة التي وقعت فيها وحاولت أن تستملك الشجاعة عندما نظرت إليها معلمتها بعثرة ...، فابتسمت ابتسامة صفراء باهتة وأغمضت عيناها تتظاهر بالخشوع .
أدرك jawad الخطر العظيم الذي يحدق به ومصيره الذي سوف يكون عليه إن لم يحاول الهرب من هذا المكان فقفل راجعاً إلى الخيمة وهو يفكر بطريقة للهرب
يتبع
** مؤلف هذه الكلمات الصديق العزيز صادق حسن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق