السبت، 23 أكتوبر 2010

نضال ... عتمة الفقد






حزن كان يغلف عينيه في أخر مرة التقيته
مستنداً يتطلع إلى التلفزيون تارة وأخرى تجاهنا
كنت لحظتها اعلم أنه مصاب بالفشل الكلوي وإن لم يعلن عنه ولكني لم أخبره بمعرفتي .
- ويش فيك نضال ؟ على فكرة ضعفت
ابتسم ابتسامته البعيدة وكأنني اتذكرها من جديد ذات يوم
- تدري نضال ، انت جميل .. عيبك لسانك .. فنان جميل لا يليق به لسان مكة والفاظها
ضحك وابتسم تلك الابتسامة وكأنه يقول لي :
- لم تفهم بعد
أخذ يبحث عن جمل قصيرة تشرح لي بما يتوافق معي
ولكني لم اقتنع ، البتة
الآن بدأت اقتنع نضال ، لأني اعلم بنظافتك في عالم مليء بالوسخ
الآن يا نضال بدأت افهم
كنت اتمنى أن ارجع دائرة زمنية وأنت تنظر ناحية نص محاكمة السيد X وهو في يد عبدالباقي واعطيك إياه واحتضنك .
كانت نظرتك متلصصة يا صديقي وكأن هناك فضول لما في يده . كنت اشعر بنظرة الفنان التي داخلك ، كنت اعلم .. صدقني كنت اشعر بك .. الآن ندمت لأني لم احرك ساكناً
ماذا سافعل غداً عندما ارتقي خشبة الجمعية لأوجه تلاميذي قبل العرض وأنا أنظر لمكانك حيث تقف في أخر مرة رأيتك تجري بروفة مع عبدالله الجفال ؟
ماذا سافعل ؟ اقبل الخشبة ؟ أم أبلها بالدموع المتراكمة ؟
قل لي بالله عليك
يا من احبك الجميع بلا استثناء


كن في رحمة الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق