الثلاثاء، 4 يونيو 2013

الأصنام






وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ

في الجاهلية حسب ما يروى أن عبادة الأصنام كانت منتشرة ليس في الجزيرة العربية فحسب بل في كل انحاء العالم وكان هناك  الكثير من الأصنام حسب الاستخدام وحسب الحاجة  ، فمنها  ماهو مصنوع من  الحجر ومنها من الطين أما أطرف الأصنام وأظرفها فكان مصنوع من التمر . فعندما يجوع صاحبنا فهو لا يتورع أن يأكل الهه مستغفراً لذنبه عما اقترفه ولربما اتجه بفعله أن يكون طهرة لمعدته .وفي سياق إله التمر هذا اتذكر أننا قمنا بعرض مسرحية لنا أيام الثانوي بعنوان ابو جهل في القرن العشرين حيث هبل واللات وغيرهم كانو روبوتات  وكان أحد المشركين كان لديه إله صنعه من كيك ( بما أننا في القرن العشرين :) .
المهم  تعددت الأصنام وكان هدفها واحد هو التقرب إلى الله بواسطة هذه الأصنام فهم الشفعاء وهم الواسطة وهم الأولياء .
ماغاب عن الذهنية البشرية أنها حصرت الأصنام في بوتقة الأموات الذين تم تصويرهم بواسطة الحجارة والطين ولكن كانت هناك أصناماً أدهى وأمر من ذلك وقد ذكرتها كتب التاريخ على مر العصور وقدسها البشر بمختلف أديانهم وطوائفهم . إلا وهي الأصنام المصنوعة من لحم ودم .
فتاريخ وادي النيل وملوكه  مثلاً يشير إلى أن الملوك كانوا ابناء آلهة وهذا يعني حالة التقديس والتعظيم فهو المشرع والرب والمنعم والمستحق للسجود والذل .
ولو أننا ركزنا في التاريخ لوجدنا أن هذه الحالة مستمرة مع اختلاف المسميات وطريقة العبادة التي اختلفت الآن بلاشك من تقديس مباشر إلى تقديس غير مباشر .
هناك نوع أخر من الأصنام ذوي اللحم والدم وقد تم ذكرهم في القرآن الكريم وهم حالة مستشرية في جميع العصور والأزمان .
(( اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ )) التوبة 31
فهولاء الأصنام ربما يكونوا هم الأخطر من نوعهم في تاريخ الصنمية ، فهم من نصبوا أنفسهم المتحدثين باسم الله وهم من جعل الدين مطية لهم فشرعوا ما شرعوا لمصالحهم أو لمصالح ملوكهم باسم الدين والناس بطيبتهم الزائدة وخوفهم من غضب الله وضعوا الهالات التقديسية للأحبار والرهبان .
طبعا لا يفوتكم أن الأحبار والرهبان لا يقتصر على دين واحد أو مذهب معين في زمن ما بل هو شامل كل الأديان والطوائف والملل السماوية أو الأرضية أو الوضعية حتى .
لا يفهم من مقالي هو التهجم على اي عالم دين أو مذهب وإنما أنا أتكلم عن حالة عامة قد تنطبق على اي كان بدون أن أضع أحداً في قفص الأتهام فأنت يا عزيزي القارئ أدرى وابخص بما ترى وتشاهد ولك مطلق الحرية في التفكر من عدمه .
فلو جئنا للأديان البشرية التي تسخر على اتباع الأديان السماوية نجدهم بدون قصد يأخذون نفس المنحى في التبعية العمياء .
اتذكر ذات مرة في أحد المنتديات جاء أحد العباقرة بفكرة أن محمد ( عليه وعلى آله الأخياروصحبه المنتجبين أفضل الصلاة والسلام ) يغري المؤمنين بجنة مليئة بالشهوات المادية 
كان ردي عليه ببساطة حسناً أنت الآن إله وتريد أن تغري المؤمنين بك بجنة اعطني مواصفات الجنة التي تريدها ، طبعا الأخ تورط في الإجابة قام بالف والدوران وأنا أحاصره فلم ضاق عليه الخناق أجاب لو أنك قرأت الكتاب الفلاني للمفكر الفرنسي الفلاني لوجدت كذا وكذا . آها الأمر لم يكن تفكيرك أيها العبقري ولكنه من خلال تبعيتك لصنم من لحم ودم .
حقيقة الأمر هذا لم يكن صنماً بمعناه الصنمي فهو لا يقرب لله وليس شفيعاً ولا متحدثاً باسم الله ولكنه بالتأكيد كان يحل نفسه إلى إله يعبد فاقواله وفكره مقدس فكل من ظن نفسه أنه وصل لقناعة اتفاجأ منه أنه يكرر لي كالببغاء ما يقوله المفكر الفلاني .
الصنم الأعظم هو عالم الدين الذي يضل عن سبيل الله ، فهو يفتي لك بفتوى ما أنزل الله بها من سلطان من رواية ضعيفة عن الرسول أو آل البيت أو الصحابة . وقصة الفتوى أو الحملة الجديدة التي اطلقها البعض بتحرشوا بالعاريات من خلال رواية الزبير وزوجته هو خير مثال على الصنمية التي أريد أن أوصلها لكم .
الله سبحانه وتعالى لا يأمر بالفحشاء ومايفعله الأخوة هداهم الله هو عين الفاحشة عندما اتحرش بإنسانة مهما اختلف تفكيري عنها وقناعاتي عن قناعاتها . إضافة لو أن الرواية كانت صحيحة فهو تصرف رجل مع زوجته بينما الأخوة أصحاب الحملة ماذا تكون صفتهم مع النساء العاريات حسب وصفهم ؟
وهناك فتاوي أخرى من جميع الأديان تعارض الفطرة السوية التي جبلنا الله عليها ومع ذلك هناك من يتبعها ويقدسها لأنها من عالم دين قدسناه ورفعنا مرتبته وجعلناه اكبر ونحن اضعف . وكأننا نقول من نحن لنفكر وهم من جعلوا أنفسهم واعمارهم في هذا العلم والتقوى .
يوم القيامة يا سادة ستكون الحجة علينا وليس لنا أي عذر لو اننا ذات يوم تحججنا بقلة المعرفة وتسليمها للغير .

وَبَرَزُواْ لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِن شَيْءٍ قَالُواْ لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاء عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق