الاثنين، 14 يوليو 2014

أمل



يظل سؤالاً ملحاً إن كنت مازلت على قيد الحياة حتى الأن ؟
لِمَ لم افعلها تلك الليلة أبان القصف على بغداد ؟ لِمَ انتابني الخجل أن أطلب منه إقراضي مبلغاً كي أرسل لك برقية ولو بكلمات خجلى أن تكوني بخير .
هل تذكرين أوراقي الصفراء التي اكتب فيها رسائلي إليك ؟ هي ذات الأوراق التي كتبت فيها مسرحيتك ، وهي ذاتها التي بللتها بدموعي كلما تذكرتك .
هل تزوجت ؟ هل أنجبت؟ أم طالتكِ أيدي الغدر بعد إنتهاء الحرب ؟
- ممكن قلم ؟
واثق أنك تعلمين المغزى من هذا السؤال من الغريب صاحب النظارة . 
- اكيد ، تفضل 
ذهبت ولم اكتب شيئاً لأنني لم اكن أملك ورقة ، بعد ربع ساعة أرجعته لك
- كتبت ؟
- كتبت في قلبي
ياه ، اسلوب قديم للغزل ، ومع ذلك كانت ابتسامتك تشق وجهك الجميل ، لينطلق حواراً هادئاً مليئاً بالفضول .
- اسمي أمل
- أمل ! سيكون نصي القادم اسمه الأمل .
ضحكتِ ضحكة هادئة وناعمة ، هل كنت تظنين أنني كنت أمزح أو كما يقولون ( اسلك الموضوع بفهلوة ) لأتعرف على فتاة جميلة ، صدقيني كنت باراً بوعدي .
افترشت أوراقي الصفراء وشرعت في كتابتها بصدق وحب ، كل كلمة كتبتها وضعت فيها كل أسفي لك واعتذاراتي الخجلة لخذلانك ، والعار الذي صاحبني حتى بعد مرور السنين وأنا أراك في أحلامي .
عجزي  عن البحث عنك هناك جعلني ابحث في عالم النت بشكل مجنون ، أراسل هذا أو تلك أو الجامعة التي التقينا فيها .
ومازال البحث مستمراً 


السبت، 12 يوليو 2014

كاسيت





كان عملاً مجنوناً 
كنت كما المجنون من يتحدث مع نفسه ـ أنا ومسجل الكاسيت وخيالي المطلق ، الحوارت ارتجالية بين علاء الدين والساحرة الشريرة ملقوفة وكيف حصل على المصباح وكيف انتهت قصة ملقوفة المأسوية ولكنها لم تمت ، ليموت السلطان ويخلفه علاء الدين .
هنا لم تنتهي الحكاية بل كانت المفاجاة حتى بالنسبة لي ان علاء الدين اصبح ديكتاتورياً بشكل لايصدق فقد افنى شعبه بحجة سخيفة جداً :
- يا حارس .. ابيك توزع منشورات أقصد نشرات فيها استبيان على الشعب اسألهم أنا ظالم لو عادل ، اللي يقول لك انا ظالم هذا ظلمني لأني توني ماسك الحكم فكيف حكم علي من الآن ، اقطع رقبته
- واللي قول أنك عادل يامولاي ؟
- هم اقطع رقبته لأنه منافق ويبي يتلزق
- حاضر يامولاي
وبعدها تأتيه البشرى بقدوم ولي العهد الأمين الذي سماه 
- قحطة 
- قحطة ؟
- انتي لما تضحكي كيف ؟
- ههه
الهاء هذه من نهاية كلمة  قحطة ، والقاف قلبي والحاء حبي
- وماذا عن الطاء ؟
- الطامة الكبرى يوم تزوجتك ، ههه امزح 
تمر السنوات وتموت الأميرة ولا يتبقى في المملكة إلا السلطان علاء الدين والحارس والأمير قحطة 
- مولاي الأمير قحطة 
- نعم يا حارس
- مولاي السلطان يريدك في الحال
- ويش يبي هذا ؟ انا اكرهه بجد ، افنى الناس على سؤال غبي 

عندما يذهب إليه كان علاء الدين يحتضر ولذلك فقد كان يوصيه الوصايا الأخيرة
- بني .. عليك بالعدل
- واضح .. باين .. شوفوا من اللي يتكلم ؟
ولكن الأهم في الوصايا 
احتفظ بهذا المصباح فهو سر القوة ، واحذر من ملقوفة ؟
لتبدأ قصة ملقوفة مع السلطان قحطة التي استطاعت بذكائها الفذ أن تستولي على المصباح والحكم بعد أن استورد قحطة له شعب من دول أخرى .

بعد أن انتهيت من المسلسل الذي جاء في ثلاث كاسيتات تقريباً ، اسمعته بعض الأصدقاء والزملاء ، منهم من أعجب به خاصة أن كل الشخصيات كنت أقوم بها لوحدي ومنهم من اخذها باستخفاف .
إلا حسين الذي عندما استمع لإحدى الحلقات انبهر وكان يظن الأمر مسلسل إذاعي ، انبهاره لم يتوقف بعدما اوصلناه أنا وأحد الأصدقاء بالسيارة في تلك الليلة من شهر اغسطس ، بل تعداها لصباح اليوم الثاني عندما طرق باب المنزل. ايقظني أخي 
- ياسر ، فيه واحد على الباب أظن اسمه حسين ..... 
تعجبت لمقدمه ، غسلت وجهي على عجل وخرجت له
- اسف ياسر للإزعاج ، ولكن ابي حلقات علاء الدين ، ابي اسمعهم
شعرت بالفرحة العارمة لهذا الطلب ، هناك من يقدر الجهد الذي بذلته ، اعطيتهم إياه بكل فرح.

مرت الأيام ، والتقيته ذات مرة وهو مع بعض الأصدقاء ، حييته مرحباً وسألته عن أشرطة الكاسيت فجأني جوابيه الصاعقة :
- اسف ياسر ، احتجت اسجل عزاء ( اناشيد اسلامية ) فسجلت عليهم .


الخميس، 3 يوليو 2014

صعود - 1





قلت لي ذات يوم 
ستطير
عاهاتي الكثيرة حالت دون ذلك
سقطاتي كانت أكثر
غتبي عليك كان أكبر
رغم أني من تخلى 
إلا أنني اعلم أنك مازلت حولي تسندني فلربما ذات يوم أقرر الطيران 

لنبدأ الخطوة الأولى 

الآن

الأحد، 29 يونيو 2014

ورقة توت





بماذا كان يفكر لحظتها عندما أزيحت ورقة التوت عنها ؟ هل فكر بصفعها ؟ أم مجرد بصقة تسقط على الأرض بفعل الجاذبية ولا تصل إليها ؟ كان عاجزاً عن الإبتسامة حتى ، تشنجت عضلات وجهه وظهر الفزع في محياه .وعندما وجد نفسه وحيداً أمام المرآة أغلق الباب خلفه .

السبت، 28 يونيو 2014

الكنز



كانت لديه ساعة ألوانها خضراء فسفورية قديمة أهداها إياه جده ، قرر أن يتصدق بها على طريقته ، ذهب لمكان لا يطأه أحد وقام بدفن الساعة هناك فلربما يجد أحدهم الكنز . بعد سنوات عاد إلى المكان وبعد عدة حفر هنا وهناك ، أحرقت دموعه الصورة المتبقية لجده .

الأربعاء، 28 مايو 2014

عدم



هل وصلت لنتيجة مع العدم ؟ 
الغريب في الأمر أنني كنت أشعر بأننا كنا عالمين مختلفين في كل شيء ومع ذلك التقينا .
ربما كنا نرجئ بعض الأسئلة الحيرى لنواجهها بسيل من العاطفة كملاذ آمن للهروب .
الوجود الذي اؤمن به يصطدم دوماً بالعدم الذي يملؤك ، ولكننا كنا نتغاضى ، نؤمن بحرية الرأي الأخر كلما حاولنا اقناع انفسنا .
ولكن الحقيقة لم تكن إلا قناع ، حالما سقط افترقنا.
كنت اتلذذ بالتلصص متى كان أخر ظهور لك ، متصل الآن أم لا . مع علمي اليقين أننا لن نلتقي مجدداً 
وألان لا أجد لك أي أثر ، أخر ظهور لك في بدايات مايو في الفيس بوك ، وأما الواتس فلا يظهر أي أثر وكأن الرقم قد اختفى من الوجود أو تم حظري :) ، إن كان الحظر هو الحقيقة فهذا يعني أنك بخير ولكني أسبب أرق ما إليك .
ولكن ما أخشاه أن العدم هو من جعلك تختفي .

الاثنين، 26 مايو 2014

وقار




نثرت قطع النقود على الراقصين وعادت إلى مكانها ضاحكة 
قهقتها رغم صخب المكان مازالت تنبعث في الأرجاء 
عندما استوت على مقعدها ، عادت السكينة والوقار إليها من جديد.
من منا لم يعشق عينيها اللوزيتين ؟

الجمعة، 2 مايو 2014

مجرد ؟ لا أكثر





كيف تسنى لك أن تتهم التفاحة وتتجاهل ما فعله الباب ؟
وكأن العالم انطوى فيها لدرجة ان الباب كان هامشياً ولم تره عيناك الضيقتين 






الأحد، 16 فبراير 2014

مجرد غصة



هل كان هو الخذلان الأول ؟ 
حتى في احلامك التي أتي إليها ضيف شرف أكون فيها كما هي نظرتك الآن .
لم أنتصر بك يوماً .

الاثنين، 6 يناير 2014

مجرد قصة




هناك الكثير، سواء كان ذلك من العائلة أوالأصدقاء أو ربما من عالم المنتديات من لهم فضل كبير على ما وصلت إليه الآن ، ولكنك تبقى صفحة مميزة واثر خالد في حياتي القصيرة .
كنت مثالاً لي أحتذي به وإن لم أسر على خطاك حينها لعجزي عن اللحاق بك ، فأنت الفنان والمثابر واللاعب والخطاط والرسام وغيرها ، ولا أنسى فقد كان بيتكم ملاذاً لأطفال الحي  يفرغون طاقاتهم فيه سواء بلعب الكرة أو بالتجمعات أو ممارسة الهوايات المختلفة . 
كتاريخ اتذكر أول مسرحية لي على الخشبة وقد كانت من تأليف والدي واخراجه ولكن الحقيقة الكامنة هي أن أول عمل لي قدمته كمسرحي كان في ( الدالية ) ، داليتكم وأنت كنت صاحب الفكرة ، وأنت من زججت بي لعلمك بحبي للمسرح منذ الطفولة .
كانت تلك الأمسية المسرحية مبهرة في طريقة عرضها ، حضر فيها جمهور غفير من نساء الحي والأطفال وكان الأبطال نحن أبناء الفريق الذي يلعب الكرة أحياناً وينشئ الأمسيات الثقافية أحياناً أخرى .
الغريب في الأمر أن كل تلك الهوايات التي كانت لديك وكان من الممكن أن تبدع فيها تقاسمناها عنك وكأنك تركتها لنا هدية .
هل تذكر أول قصة كتبتها وقمت أنت برسم أحداثها ؟ اتذكر ذلك وكأنها بالأمس ، كنت في الصف الثالث وانت في الصف الخامس عندما علمت بقصتي أخذت بدفتر وقمت بالكتابة والرسم لتصبح قصة كما في قصص المكتبة الخضراء .
لا تعلم يا عبدالله كم كنت مزهواً بنفسي في تلك الليلة وأنت ترسم البطل بعصاه وهو يطل على العصابة من خلف التل ، لا تعلم ماهو الأثر الكبير الذي خلفته تلك الليلة على ضوء فانوس وأنت ترسم بكل اخلاص لتظهر قصتي الساذجة بمظهر جميل وجذاب حسب امكانياتك .
تلك القصة وتلك الأمسية المسرحية هي من جعلت مني قاصاً ومسرحياً يشار إليه الآن .

الأحد، 5 يناير 2014

مجرد شوك



من السهل أن تدعي الانتصار والغلبة .
ومن الأسهل أن تدعي المرارة عندما تسقط عيناك على اسمي يضيء شاشة جوالك وكأن الذكريات هي ما كانت في أواخر الأيام لا بداياتها .
- دائما أحكي لهم كم أنت عظيم ومبدع .
كانت تلك جملك الأخيرة لي ، اظن يداك فوق رأسك الآن في محاولة لنفض غبارها عنك .
دمت ودام الشوك منك 

الجمعة، 3 يناير 2014

مجرد أمل




لا أدري إن كنت تتذكر تلك الحادثة أم طواها النسيان كما طوتك الأيام ؟ ولكن هذه الحادثة غيرت الكثير من نظرتي إليك .
كنا أربعة متجهين بـ ( سياكلنا ) إلى تاروت لإصلاح سيكلي المعطوب وبعد رجوعنا إلى قريتنا الهادئة أحاطت بنا عصابة من الأشقياء .
عباس وخالد كانا أول الفارين من الطوق المحكم حولنا ، بقينا أنا وأنت بمفردنا بمواجهتهم .
قلبي الصغير كاد أن يتوقف من شدة الرعب وأنا ارى نظراتهم تكاد تسلخني ، لكني كنت أشعر بنوع من الآمان وأنت بجانبي . بحركة مفاجئة استدرت بدراجتك في الاتجاه الأخر وغادرت وأنت تطلب مني أن افعل مثلك .
ربما هي الشجاعة من خانتني أن افعل كما فعلت وربما سرعة التصرف لم تكن بالشكل المطلوب هي من اعاقتني حيث أمسك أحدهم دراجتي وقبض علي .
نظرة سريعة في الطرف الذي كان فيه خالد وعباس يقفان من البعيد يراقبان المشهد ، شعرت بالخذلان لحظتها . لم يكن لي من مناص إلا أن أجري برجلي في اتجاه هروبك . وجريت بأقصى ما يمكن تصاحبني ضحكات الأشقياء .
دخلت الحارة الغريبة وأنا أناديك فلربما تكون هنا أو هنا .
- حسن ... حسن 
ليظهر لي أربعة اغراب في عمرك وعمر خالد لا اعرفهم ولكن نظراتهم كانت تشع بأمل ما أحسست به .
- ويش فيك ؟
- شلة حاصروني واخذوا سيكلي .
وشرعت في البكاء المر ، لا اعلم لماذا بكيت لحظتها ولا أعلم هل شعرت بالاطمئنان أم أنها كانت متاهة أخرى بالنسبة لي . 
قال كبيرهم :
- ولا يهمك .. وينهم ؟
أشرت باتجاه ملعب الهدف الذي عرفت اسمه فيما بعد وساروا معي . عندما وصلت كانت الشلة مازالت في مكانها وخالد وعباس مازالا لم يبرحا مكانهما ، بينما أنت لم تكن هناك . 
- هرب مثلهما 
قلت في نفسي بنوع من الحسرة التي تلاشت في لحظة المواجهة بين فريق الحماية وبين الأشقياء .
- رجعوا سيكل اللصبي .
- وإذا ما رجعناه ؟ 
فكانت الإجابة سريعة للغاية بصفع أحدهم من كبير الغرباء . وكانت الاستجابة اسرع في عودة سيكلي لي من جديد .
اشرت بنوع من الفخر تجاه المتفرجان من البعيد إن هلما فقد انتهى الحصار . 
اثناء عودتنا كان السؤال الذي يراودني أين أنت ؟ وجاءني الجواب عندما رأيتك قادماً من البعيد ومعك ابناء الحي والأقارب وقد حشدت الحشود لنصرتي .
اينما تكون الآن يا حسن وأينما كان الأغراب الأربعة الذين ظهروا من العدم لن انساكم ما حييت .