الاثنين، 8 أبريل 2013

مبادئ الثعالب




بدأت خطواتك متعثرة بعدما أقفل الباب من خلفك ، نظرت تجاه الباب وقد بدأت الكلمات المنقوشة عليه بالخط الكوفي تتداخل مع بعضها البعض حتى غابت ملامحها أمام ناظريك ثم شرعت في النزول من ذلك السلم وبدأ كأنه لانهاية له أمام تلك الأحلام الضائعة والمبادئ الزائفة وصرخت في أعماق نفسك الحائرة 


- سحقاً لكِ أيتها الثعالب 


عندما خطوت خطوتك الأولى تلفت ثانية نحو الباب ورأيته باباً متهالكاً غائم الألوان شحيح الضوء كأنه باب حانةٍ حقيرة أو أي شئ قذر غير تلك الصورة التي كنت ترسمها له . ضربت بقبضة يدك الجدار العتيق فتساقط منه بعض الطلاء الغير متماسك ، تابعت عيناك سقوط الطلاء فجال في فكرك مدى التشابه بين هذا الطلاء الساقط وبين روحك المحطمة وكم هو التشابه بين ما بقي من طلاء مزيف وبين مبادئ الثعالب التي مازالت تطلي الجدار العتيق بطلاء براق . حملت نفسك المحطمة وتوجهت إلى سيارتك والذكريات تطوف برأسك مثل إعصار صغير وعادت بك الذكرى عندما قابلته وتوجهت إليه باحترام مبالغ فيه متوهماً في قرارة نفسك بانبعاث نوراً من ذلك الجبين وعندما طرحت مشكلتك أمامه وأمام الملأ الحضور زاغت عيناه بشكل غير ملحوظ وتصفد العرق منه وعلل ذلك بالرطوبة الخانقة في فصل الشتاء ولا تنسى تلك الابتسامة الصفراء الشحيحة التي ابتسمها لك وهو يقول 


- تعال إلى منزلي غداً الساعة السابعة 


هل نسيت هذه الذكريات ؟ لماذا أنت منزعج ؟ هل نسيت كم وبختني وطردتني من أفكارك عندما نبهتك إلى تغير ملامحه عندما طلبت منه بعض النقود كمساعدة لكنك لم تصدقني واستمريت في التعوذ مني ولكن ها أنت الآن تعترف بينك وبين نفسك بصحة كلامي . عندما ذهبت إليه نظر إليك باحتقار غير ملحوظ وابتسم لك ابتسامته الشحيحة كمن يتصدق بها وحولك إلى تعلب أخر كي يساعدك ، ومن ثعلب إلى ثعلب عادت إليه الدائرة مرة أخرى يصحبها الأسف الشديد بعدم الاستطاعة . وهكذا خرجت تجر وراءك أذيال الخيبة . ولكن من سيصدقك ومن سيصدق أن دجاجة الذهب ما هي ألا ثعلب يرتدي بيجامة تدعى المبادئ .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق