إلى ايهاب
هل كان هو الخوف ما أجعلني اصرخ بصوت عالٍ ؟
مم كنت خائف ؟
العقاب الذي ينتظرني .
أم فقدك ؟
وانا أراك تسقط أمام ناظري ، هل جالت في ذاكرتي الكثير من الذكريات الشقية معك ؟ الفارق العمري بيننا يجعل ذلك مستحيلاً ، وهذا هو سبب طلبي منك الرجوع حيثما كنت وأنت ملتصق بي لا تريد مبارحتي .
عندما أرى أبنتي الآن والتصاقها بأخيها وتذمر الأخير من ذلك ، أتفهم طلبي في حينها ولكني في ذات الوقت لم أستطع للحظة واحدة أن اسامح نفسي بكوني السبب فيما حصل .
الغريب في الأمر أنني وأنا اصرخ كنت اتساءل ماهي الكلمة المناسبة : أخي ، اخويا ، اخوي ، أخويي ؟
فضلت الأخيرة ، وصرخت بأعلى صوت ممكن وأنا أراك بين العجلات :
- أخويي
كم مرة رددتها لا أعلم ، نظرات الهلع من المارة وصاحب السيارة ورفيقه جعلت هلعي أكبر وأنستني البحث عن كلمات غبية أمام موقف جلل . الخوف ، هو ما كان يسيطر لحظتها ، كل من كان بالشارع مرتعب لمجرد فكرة موتك ، عدا أصدقائي الذين تخليت عنك لأجلهم ، كانوا غير متواجدين ، انطلقوا لمغامراتهم الطفولية الحمقاء .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق