الجمعة، 30 يوليو 2010

أشرعة القيظ - السيجارة الأخيرة



أتساءل أحياناً لماذا يغلفنا الحزن ويسكننا ؟ ومن يسكن من ؟ فلو تأملتي ما حولك فستجدينه في كل شيء
حتى كأس الماء الذي نشربه مظهر للحزن ، لباسنا ، مشينا ، وحتى أفراحنا يكتنفها حزن ما ، لدرجة أننا أدمناه ولا نتصور حياتنا بعيدة عنه
طقوسه مختلفة تبعاً لحالة القدسية التي هو فيها ، فمن أقمشة سوداء تغلف الأمكنة إلى سيجارة L&M أنفث دخانها في هواء دارين مطلقاً لموجة من الذكريات تموج هنا وهناك ، اضحك بمرارة على جملة فهد الشهيرة
" دخان يبعد البلغم "

فهد !! كيف غاب عن ذاكرتي ونظارته العريضة التي تغطي معظم مساحة وجهه الضئيل ، هل تذكرين فهد ؟ أظنه غاب عن ذاكرتك أيضاً . فمثلما ظهر في حياتنا كان قد اختفى لم يكن ليترك أثراً خلفه ، أظنه كان حريصاً على ذلك ، لقاء سريع وكأن لديه مهمة واحدة أن يعرفنا على بعض ليختفي بعدها . اختفى يحمل خلفه بقايا حزن ما لم افهمه ، وكأنه عندما غادر المكان المليء بثرثرتنا الصامتة رمى خلفه عقب السيجارة الأخيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق