
( 1 )
شخصيات القصة حسب الظهور
زينب عبدالله
~ زمردة ~
jawad
سماهر
izaq
هاني بن محمد
zamob
بحراوي
زهدي
نسيم
ابتسمت زينب عبدالله بغنج وهي تعلن للمسافرين على الخطوط الجوية الأمريكية Americanairlines بضرورة ربط الأحزمة لمزيد من الأمان بسبب تعرض الطائرة قريباً لعاصفة خفيفة . زمت ~ زمردة ~ شفتيها امتعاضاً وهي ترى غنج المضيفة الحسناء والنظرات الزائغة من الرجال الذي يتطلعون إليها بكل بلاهة فلعنت في قرارة نفسها جنس الرجال الماكر والمخادع والذي ليس له أمان وصنف النساء اللاتي هن أقرب للبضائع المزركشة .
وقبل أن تكمل زينب عبدالله كلامها رفعت ~ زمردة ~ يدها إلى أعلى منادية إياها بصوت جهور توقف على أثره قلوب أغلب المسافرين ظناً منهم أن عطلاً في الطائرة أو انفجار أحد المحركات وليس صوتاً صادراً من احدى المسافرات.
اقتربت زينب عبدالله تتهادى في خطواتها من ~ زمردة ~ الغاضبة وحالما وصلت إليها ابتسمت ابتسامة صفراء وقالت :
- خير .. بماذا أستطيع خدمتك ؟
نظرت الراكبة الممتلئة إليها من خلال نظارتها السميكة وحكت طرف أنفها قليلاً دلالة التفكير العميق :
- ما اسمك يا حلوة
- زينب عبدالله
- لا يشبهك في شيء ظننت أسمك هيفاء ، نانسي
- سأعطيك رقم الجوال الخاص بوالدي لتتفاهمي معه حول سبب تسميتي
- إذن انت تلومين والدك ؟
- نعم .. وبعد التحقيق في الهوية هل لي أستطيع خدمتك بشيء؟
استشاطت ~ زمردة ~ غضباً من وقاحة المضيفة الحسناء وكادت أن تقوم من مكانها لتفتك بها ولكنها ألجمت غضبها وابتسمت ابتسامة حانقة :
- مجرد سؤال . ما هي وظيفتك بالضبط أيتها المضيفة ؟ خدمة المسافرين أم الترفيه عنهم ؟
ابتسمت زينب عبدالله ابتسامة عريضة في وجه ~ زمردة ~ وردت عليها بكل برود وهي تهم بالانصراف :
- الاثنين معاً .
وقبل أن تخطو المضيفة الحسناء بعيداً عن ~ زمردة ~التي تغير ألوان وجهها من الأحمر إلى البنفسجي رفع jawad القريب منهما يده مشيراً إلى المضيفة بإلحاح ، تأففت المضيفة داخلها ولكن طبيعة عملها أجبرتها أن تعاود الابتسام أكثر وأكثر وهي تتهادى متجهة نحوه قائلة :
- بماذا أخدمك ؟
تلعثم jawad الذي بدأ واضحاً طبيعته الخجلة وحاول أن يداري نفسه وخجله فأخذ منديلاً ومسح حبات العرق من جبينه وقال :
- هل التكييف عندكم معطل ؟
ابتسمت زينب عبدالله وكادت أن تقول ضاحكة بسبب جمالي الذي أخذ عقلك .
- سأكلم المسئول عن ذلك ونعدك بحلها بأسرع ما يمكن ونحن نشكرك على اختيارك رحلتنا لخدمتك .
بلع jawad ريقه بصعوبة وعجز عن الكلام وعندما خطت مبتعدة عنه عاود رفع يده من جديد ونادها بصوت متحشرج :
- لو سمحت يا آنسة .....
- تستطيع مناداتي بـ زينب ... زينب عبدالله ... والدي هو من سماني هذا الاسم .. خير يا سيدي
قالت جملتها الأخيرة بابتسامة أكثر عرضاً وهي تتأفف من داخلها وتتمنى أن تنتهي هذه الرحلة على خير
- نعم بماذا أخدمك ؟
- هل لي بكوب ماء يا .. يا مدام زينب
نظرت زينب عبدالله تجاه زميلتها سماهر والجالسة في كابينة الضيافة للدرجة السياحية تقرأ مجلة ( ميكي ) بعيداً عن إزعاج المسافرين وطلباتهم التي لا تنتهي وإشارات إليها بإشارة وإن بدت مرحة إلا أنها لم تكن تخلو من عصبية :
- أنسة من فضلك .. بالتأكيد ... سوف تأتيك زميلتي به .وعلى الفور غادرت زينب عبدالله المكان قبل أن تسمع أي نداء أخر .
كانت الطائرة تتمايل بفعل الرياح التي بدأت تشتد وقد حاول قائد الطائرة الكابتن izaq بذل جهداً أكبر مستخدماً براعته و خبرته في هذا المجال ليخلق توازناً للطائرة لكيلا يشعر الركاب بأي اضطراب فأخذ يحاول الالتفات على العاصفة مستعيناً بمساعده هاني بن محمد لمراقبة اتجاه الرياح وسرعتها ولكن المساعد وبعد أن اطلع على القراءات الأخيرة تغير وجهه واضطرب وزادت صعوبة تنفسه وخاصة أنه لديه مرض الخوف من المرتفعات فلاحظ izaq ذلك فاستفسر منه الأمر فقال المساعد بصوت وجل بل بصوت مفزوع مرعوب :
- لقد أخطأت إدارة الطقس في تقدير العاصفة القادمة .
- لم افهم .
- هذه ليست بعاصفة وإنما إعصار واسمه ساطرينا ليس له مثيل حتى أن معظم الولايات التي سوف يمر بها الإعصار قد أخليت عن بكرة أبيها .
غضب izaq كثيراً وهو يستمع لهذا التقرير المفزع :
- ولماذا لم يبلغونا بذلك ؟
- الإعصار غير وجهة طريقه بشكل مفاجئ و غير متوقع وأصبح في مسارنا ولم يكتشفوا هذا الأمر إلا منذ لحظات فقط .
- وما العمل ؟
- علينا بالرجوع والهبوط في أقرب مطار ممكن .. بشرط أن لآ يكون عرضة هو الأخر لمسار الإعصار لأنه لن يتم استقبالنا .
- الوقود لن يكفي ... لدي فكرة .
بلع هاني بن محمد ريقه بصعوبة فهو يعرف أفكار الكابتن الجنونية منذ كانا في مقاعد الدراسة :
- ما هي ؟
- نلتف على العاصفة ونتجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية .. ربما نتأخر قليلاً ولكننا لابد أن نجد ولاية آمنة نستطيع الهبوط فيها .
- ولكنك قلت منذ قليل الوقود لا يكفي .
- سوف نستخدم قوة دفع الرياح كطاقة دفع للوصول إلى المطار
- ولكن هذا جنون .
أخذ الإعصار طريقه بسرعة جنونية كوحش مرعب ممتد من بحر المحيط الأطلسي متجهاً إلى أقاصي السماء وهو يزمجر ويدمر كل ما في طريقه . ولكن ركاب الطائرة لم يشعروا بذلك سوى بعض التمايلات الخفيفة أرجعها بعضهم إلى المطبات الهوائية عدا واحدة من الركاب التي أمسكت بيد زوجها بخوف فنظر إليها بحراوي مبتسماً :
- اطمئني يا حبيبتي كل شيء سيكون بخير .
نظرت إليه zamob بجزع وحاولت أن تستلهم من عينيه بعض الأمان
- لا أعرف لماذا قلبي يحدثني بمصاب خطير .
- دعك من هذا الهوس الذي لا مبرر له سوف تكون رحلتنا أجمل رحلة لأجمل شهر عسل . نامي وضعي في بطنك بطيخة صيفي .
قالها وأغمض عينيه من جديد ولكن zamob عاجلته بوكزة في خاصرته فانتفض من مكانه وهو يكاد أن يصرخ من شدة الضربة ولما نظر إليها ونظرت إليه لم يتمالك الاثنين نفسيهما من الضحك .
نظر بقية الركاب إلى العروسين باستغراب شديد لجهلهم السبب فيما يدعو إليه الضحك ولكنهم ابتسموا عندما خمنوا حداثة زواجهما ولكن الابتسامة تلاشت عندما اضطربت الطائرة بصورة حادة فصرخت النساء بصوت فزع اسقط قلوب الرجال هناك . حاولت سماهر أن تقف متوازنة بعد دورة حول الركاب للتأكد من ربطهم الأحزمة ولكنها فشلت في الاستمرار على الوقوف فسقطت في حضن ~ زمردة ~ المرعوبة والحانقة ، حاولت المضيفة الابتسام وطمأنة السيدة ذات النظارة السميكة ولكن ميلان مفاجئ للطائرة جعلها تفزع هي الأخرى فحاولت الاستنجاد بصديقتها زينب عبدالله لتساعدها على الوقوف ومعرفة ما يجري ولكنها لم تجدها فقد كانت ساقطة على الأرض ما بين المقاعد مغشياً عليها بعد أن سقطت عليها حقيبة jawad الثقيلة والتي كانت تساعده في إدخالها في الأماكن المخصصة لها بعد أن اكتشفت وجودها في مكان خاطئ . لاحظت سماهر نظرات الرعب في عيني الرجل البدين فعرفت أن صديقتها في خطر فهرعت إلى كابينة الضيافة علها تجد ما يمكن أن يسعفها لو كانت أصيبت بنزيف أو إصابة .
نظر jawad بجزع إلى المضيفة الملقاة على الأرض مغرورقة بدمائها ولم يعرف ماذا يفعل فنادى الركاب لمساعدته في إسعافها وعلى الفور قام رجلين من مكانهما و اتجها ناحيته بصعوبة بالغة بسبب تمايل الطائرة الذي أصبح أكثر اضطراباً وعنفاً من قبل فلما وصلا عرفا بنفسهما بسرعة :
- اسمي زهدي وأعمل طبيباً بيطرياً ولكن ربما أنفع في مثل هذه الأوقات وهذا صديقي نسيم يعمل حلاقاً وبارع في استخدام المشارط .
- حسناً ... هل تستطيعان مساعدتي على انقاذها .
فحص زهدي المضيفة الحسناء وفحص منطقة الرأس جيداً فوجد أن الجرح يمكن تطبيبه فخلع سترته وأخرج من جيبه بعض المناديل الورقية لتنظيف الجرح في هذه اللحظة اقتربت سماهر من مكان صديقتها المصابة وهي تنظر بهلع وتتمايل يمنة وشمالاً بسبب العاصفة الشديدة وقد حملت معها زجاجة من مشروب كحولي فأخذه الحلاق ظناً أنها جاءت به كهدية وهم بفتح الزجاجة وابتلاعها ولكن الطبيب البيطري نهره وطلب منه مناولته فأعطاها إياه على مضض ، بلل زهدي المنديل الورقي بقليل من الشراب الكحولي ووضعه على الجرح ليتطهر وبعد ذلك قام بمعالجة الجرح والثلاثة يراقبون ما يفعل .
أصبح الإعصار جلياً لـ izaq الذي نظر برعب واكتشف أن المسألة ليست بلعبة سوني بلاي ستشين كما كان يظن أبداً فقد كان الإعصار هائل المنظر والحجم لم يسبق له أن رأى مثله من قبل ولا حتى في الأفلام الخيالية ، بالإضافة إلى سرعته الجبارة والتي عجزت الطائرة عن مجاراته فلم يستطع izaq أن يلتف عليه من جهة الشمال ومن الصعوبة أن يعدل في الاتجاه فأخذ العرق يتصبب منه وما زاد الطين بلة مساعده هاني بن محمد الذي أخذ يولول على نفسه ويودع زوجته وأبنائه بدموع شاحبة هزيلة ولكنها غزيرة فارتجف قائد الطائرة لا يعرف كيف يفكر ولم يتسنى له أن يفكر فقد وجد نفسه وطائرته منقاداً داخل الدوامة الرهيبة .
أصبحت الطائرة تدور على نفسها من كل الاتجاهات وأخذ الجميع يصرخ والكراسي تدور ويصبح السقف أرضاً والأرض سقفاً فوجد jawad نفسه ومن معه يسقطون أرضاً تجاه السقف فأمسك بحزام المقعد الذي هو بجانبه بسرعة قبل أن يسقط وأمسك بيد زينب عبدالله الغائبة عن الوعي بقوة قبل أن تسقط . بدأت زينب عبدالله بالوعي ولكنها لم تصل لمرحلة الإدراك ولكنها كانت تشعر بقوة جاذبة تجذبها إلى أسفل ولكن يدها كانت مشدودة بقوة أيضاً إلى أعلى ولم تقوى على النظر جهة الشد الأخرى ولكنها استسلمت لها فوجدت نفسها تسقط على الكرسي الذي كان لحسن الحظ شاغراً حالما انقلبت الطائرة وبدون تفكير أمسكت بكلتا يديها المقابض من أسفل وأعلى وهي تصرخ بأعلى صوتها ولكنها في ذات الوقت سمعت صوت ارتطام جسم من أعلى إلى اسفل فوجدته ذلك المسافر jawad ومعه اثنان آخران يصارعون للبقاء على قيد الحياة بينما كانت سماهر تتطاير بشكل عشوائي متجهة إلى البوابة التي تكاد أن تخلع من شدة الضغط .
يتبع
http://sanabsi.com/forum/showthread.php?t=544
