السبت، 12 يوليو 2014

كاسيت





كان عملاً مجنوناً 
كنت كما المجنون من يتحدث مع نفسه ـ أنا ومسجل الكاسيت وخيالي المطلق ، الحوارت ارتجالية بين علاء الدين والساحرة الشريرة ملقوفة وكيف حصل على المصباح وكيف انتهت قصة ملقوفة المأسوية ولكنها لم تمت ، ليموت السلطان ويخلفه علاء الدين .
هنا لم تنتهي الحكاية بل كانت المفاجاة حتى بالنسبة لي ان علاء الدين اصبح ديكتاتورياً بشكل لايصدق فقد افنى شعبه بحجة سخيفة جداً :
- يا حارس .. ابيك توزع منشورات أقصد نشرات فيها استبيان على الشعب اسألهم أنا ظالم لو عادل ، اللي يقول لك انا ظالم هذا ظلمني لأني توني ماسك الحكم فكيف حكم علي من الآن ، اقطع رقبته
- واللي قول أنك عادل يامولاي ؟
- هم اقطع رقبته لأنه منافق ويبي يتلزق
- حاضر يامولاي
وبعدها تأتيه البشرى بقدوم ولي العهد الأمين الذي سماه 
- قحطة 
- قحطة ؟
- انتي لما تضحكي كيف ؟
- ههه
الهاء هذه من نهاية كلمة  قحطة ، والقاف قلبي والحاء حبي
- وماذا عن الطاء ؟
- الطامة الكبرى يوم تزوجتك ، ههه امزح 
تمر السنوات وتموت الأميرة ولا يتبقى في المملكة إلا السلطان علاء الدين والحارس والأمير قحطة 
- مولاي الأمير قحطة 
- نعم يا حارس
- مولاي السلطان يريدك في الحال
- ويش يبي هذا ؟ انا اكرهه بجد ، افنى الناس على سؤال غبي 

عندما يذهب إليه كان علاء الدين يحتضر ولذلك فقد كان يوصيه الوصايا الأخيرة
- بني .. عليك بالعدل
- واضح .. باين .. شوفوا من اللي يتكلم ؟
ولكن الأهم في الوصايا 
احتفظ بهذا المصباح فهو سر القوة ، واحذر من ملقوفة ؟
لتبدأ قصة ملقوفة مع السلطان قحطة التي استطاعت بذكائها الفذ أن تستولي على المصباح والحكم بعد أن استورد قحطة له شعب من دول أخرى .

بعد أن انتهيت من المسلسل الذي جاء في ثلاث كاسيتات تقريباً ، اسمعته بعض الأصدقاء والزملاء ، منهم من أعجب به خاصة أن كل الشخصيات كنت أقوم بها لوحدي ومنهم من اخذها باستخفاف .
إلا حسين الذي عندما استمع لإحدى الحلقات انبهر وكان يظن الأمر مسلسل إذاعي ، انبهاره لم يتوقف بعدما اوصلناه أنا وأحد الأصدقاء بالسيارة في تلك الليلة من شهر اغسطس ، بل تعداها لصباح اليوم الثاني عندما طرق باب المنزل. ايقظني أخي 
- ياسر ، فيه واحد على الباب أظن اسمه حسين ..... 
تعجبت لمقدمه ، غسلت وجهي على عجل وخرجت له
- اسف ياسر للإزعاج ، ولكن ابي حلقات علاء الدين ، ابي اسمعهم
شعرت بالفرحة العارمة لهذا الطلب ، هناك من يقدر الجهد الذي بذلته ، اعطيتهم إياه بكل فرح.

مرت الأيام ، والتقيته ذات مرة وهو مع بعض الأصدقاء ، حييته مرحباً وسألته عن أشرطة الكاسيت فجأني جوابيه الصاعقة :
- اسف ياسر ، احتجت اسجل عزاء ( اناشيد اسلامية ) فسجلت عليهم .


هناك تعليقان (2):

  1. كأنك تسولف معاي وانا منتبه لك بسبب الاسلوب البسيط الجميل الراااااايق

    ردحذف
    الردود
    1. هذا الأسلوب تعلمته من جنباكم يا ابو زينب بارك الله فيك وفي من أنسلك ومن رباك ومن علمك لترسل لنا من باقات حنانك طاقات من الإبداع تحيطنا لنتزود منها ومضة ضئيلة تجعلنا محلقين - كأني جالس اكتب عن حشيش مو ؟

      حذف