في الطريق الطويل
الذي تعود أن يقطعه يومياً ، كان هناك كرسي خشبي يتسع لشخصين . في كل مرة تراوده
نفسه بالجلوس عليه ولكنه لا يفعل بل يمضي قدماً ناحية وجهته ، ولكنه اثناء السير
دائماً ما كان يشطح بخياله في حال قرر الجلوس ذات مرة أن تجلس بجواره امرأة تقطع
الطريق مثله ولكنهما لم يلتقيا من قبل إلا عند هذا الكرسي .
مرة تلو مرة قرر أخيراً أن يبادر بالجلوس وينتظر فلربما أصبح
خياله حقيقة ، في حقيقة الأمر كان على يقين أن هذا ما سيحدث . وجلس على الكرسي
ينتظر ، حمل معه فشاراً وتفاحتين ، وأخذ ينتظر
بعد خمس دقائق هبطت
حمامة واستقرت بجواره ، ازاح يده بهدوء تام كي لا تجفل ليخرج لها حبة فشار ولكنها
جفلت وطارت بعيداً فالتقم الحبة ومضغها حتى ذابت بين أسنانه .
مرت ربع ساعة والطريق
خاوٍ ، نصف ساعة ولم يكن لهذا الطريق رفيق غيره ، بعد مرور ساعة قرر المضي إلى
وجهته كما العادة ، التهم التفاحتين وهو يلعن الساعة التي أمن بخياله الحالم .
بعد عشرات الخطوات
حانت منه التفاتة إلى الخلف ليجد امرأة تجلس على الكرسي .
عندها تذكر الحمامة .