يظل سؤالاً ملحاً إن كنت مازلت على قيد الحياة حتى الأن ؟
لِمَ لم افعلها تلك الليلة أبان القصف على بغداد ؟ لِمَ انتابني الخجل أن أطلب منه إقراضي مبلغاً كي أرسل لك برقية ولو بكلمات خجلى أن تكوني بخير .
هل تذكرين أوراقي الصفراء التي اكتب فيها رسائلي إليك ؟ هي ذات الأوراق التي كتبت فيها مسرحيتك ، وهي ذاتها التي بللتها بدموعي كلما تذكرتك .
هل تزوجت ؟ هل أنجبت؟ أم طالتكِ أيدي الغدر بعد إنتهاء الحرب ؟
- ممكن قلم ؟
واثق أنك تعلمين المغزى من هذا السؤال من الغريب صاحب النظارة .
- اكيد ، تفضل
ذهبت ولم اكتب شيئاً لأنني لم اكن أملك ورقة ، بعد ربع ساعة أرجعته لك
- كتبت ؟
- كتبت في قلبي
ياه ، اسلوب قديم للغزل ، ومع ذلك كانت ابتسامتك تشق وجهك الجميل ، لينطلق حواراً هادئاً مليئاً بالفضول .
- اسمي أمل
- أمل ! سيكون نصي القادم اسمه الأمل .
ضحكتِ ضحكة هادئة وناعمة ، هل كنت تظنين أنني كنت أمزح أو كما يقولون ( اسلك الموضوع بفهلوة ) لأتعرف على فتاة جميلة ، صدقيني كنت باراً بوعدي .
افترشت أوراقي الصفراء وشرعت في كتابتها بصدق وحب ، كل كلمة كتبتها وضعت فيها كل أسفي لك واعتذاراتي الخجلة لخذلانك ، والعار الذي صاحبني حتى بعد مرور السنين وأنا أراك في أحلامي .
عجزي عن البحث عنك هناك جعلني ابحث في عالم النت بشكل مجنون ، أراسل هذا أو تلك أو الجامعة التي التقينا فيها .
ومازال البحث مستمراً
كان عملاً مجنوناً
كنت كما المجنون من يتحدث مع نفسه ـ أنا ومسجل الكاسيت وخيالي المطلق ، الحوارت ارتجالية بين علاء الدين والساحرة الشريرة ملقوفة وكيف حصل على المصباح وكيف انتهت قصة ملقوفة المأسوية ولكنها لم تمت ، ليموت السلطان ويخلفه علاء الدين .
هنا لم تنتهي الحكاية بل كانت المفاجاة حتى بالنسبة لي ان علاء الدين اصبح ديكتاتورياً بشكل لايصدق فقد افنى شعبه بحجة سخيفة جداً :
- يا حارس .. ابيك توزع منشورات أقصد نشرات فيها استبيان على الشعب اسألهم أنا ظالم لو عادل ، اللي يقول لك انا ظالم هذا ظلمني لأني توني ماسك الحكم فكيف حكم علي من الآن ، اقطع رقبته
- واللي قول أنك عادل يامولاي ؟
- هم اقطع رقبته لأنه منافق ويبي يتلزق
- حاضر يامولاي
وبعدها تأتيه البشرى بقدوم ولي العهد الأمين الذي سماه
- قحطة
- قحطة ؟
- انتي لما تضحكي كيف ؟
- ههه
الهاء هذه من نهاية كلمة قحطة ، والقاف قلبي والحاء حبي
- وماذا عن الطاء ؟
- الطامة الكبرى يوم تزوجتك ، ههه امزح
تمر السنوات وتموت الأميرة ولا يتبقى في المملكة إلا السلطان علاء الدين والحارس والأمير قحطة
- مولاي الأمير قحطة
- نعم يا حارس
- مولاي السلطان يريدك في الحال
- ويش يبي هذا ؟ انا اكرهه بجد ، افنى الناس على سؤال غبي
عندما يذهب إليه كان علاء الدين يحتضر ولذلك فقد كان يوصيه الوصايا الأخيرة
- بني .. عليك بالعدل
- واضح .. باين .. شوفوا من اللي يتكلم ؟
ولكن الأهم في الوصايا
احتفظ بهذا المصباح فهو سر القوة ، واحذر من ملقوفة ؟
لتبدأ قصة ملقوفة مع السلطان قحطة التي استطاعت بذكائها الفذ أن تستولي على المصباح والحكم بعد أن استورد قحطة له شعب من دول أخرى .
بعد أن انتهيت من المسلسل الذي جاء في ثلاث كاسيتات تقريباً ، اسمعته بعض الأصدقاء والزملاء ، منهم من أعجب به خاصة أن كل الشخصيات كنت أقوم بها لوحدي ومنهم من اخذها باستخفاف .
إلا حسين الذي عندما استمع لإحدى الحلقات انبهر وكان يظن الأمر مسلسل إذاعي ، انبهاره لم يتوقف بعدما اوصلناه أنا وأحد الأصدقاء بالسيارة في تلك الليلة من شهر اغسطس ، بل تعداها لصباح اليوم الثاني عندما طرق باب المنزل. ايقظني أخي
- ياسر ، فيه واحد على الباب أظن اسمه حسين .....
تعجبت لمقدمه ، غسلت وجهي على عجل وخرجت له
- اسف ياسر للإزعاج ، ولكن ابي حلقات علاء الدين ، ابي اسمعهم
شعرت بالفرحة العارمة لهذا الطلب ، هناك من يقدر الجهد الذي بذلته ، اعطيتهم إياه بكل فرح.
مرت الأيام ، والتقيته ذات مرة وهو مع بعض الأصدقاء ، حييته مرحباً وسألته عن أشرطة الكاسيت فجأني جوابيه الصاعقة :
- اسف ياسر ، احتجت اسجل عزاء ( اناشيد اسلامية ) فسجلت عليهم .
قلت لي ذات يوم
ستطير
عاهاتي الكثيرة حالت دون ذلك
سقطاتي كانت أكثر
غتبي عليك كان أكبر
رغم أني من تخلى
إلا أنني اعلم أنك مازلت حولي تسندني فلربما ذات يوم أقرر الطيران
لنبدأ الخطوة الأولى
الآن