الأحد، 22 مايو 2011

جزر الغموض - ١٨












( 18 )

الوجوه الجديدة في هذه الحلقة :

Dr.Fatimah
amsalolo
مسك





تسمرت zamob فوق الشجرة منتظرة أن تأتيها الشجاعة لتقفز وتنهي معاناتها بعد أن يشد الحبل الذي وضعته على رقبتها ، تأكدت قبل ذلك من متانة الحبل المصنوع من الليف الطبيعي ، بدأت في تخيل بحراوي في محاولة أن تستمد شجاعة الانتحار من خلال صورته . أرخت مفاصلها العلوية قليلاً ، أثنت ركبتيها وشدت عضلاتها استعداداً للقفز وأغمضت عينيها في محاولة جادة للانتحار :
- لو كنت مكانك لما أقدمت على مثل هذه الخطوة .
وقبل أن تفتح zamob عينيها في محاولة للتعرف على صاحبة الصوت الذي يشبه الأفعى :
- توجد سحلية ملونة أسفل الشجرة
ما أن سمعت zamob كلمة السحلية حتى تراجعت من الخوف ، أتبعها ضحكات متتالية :
- ألم أقل لك أنها سوف تفضل الحياة على أن تسقط فوق سحلية
ضحكت المتكلمة حتى سعلت من كثرة الضحك :
- معذرة فمنظر وجهك وأنت تتلقين خبر السحلية مثير للضحك .
عادت تضحك من جديد وسط دهشة zamob وعدم فهمها فيما يجري ، نظرت تجاه المرأتين الواقفتين يتأملانها كانت الممتلئة هي التي كانت تحدثها والتي غرقت في الضحك كلما نظرت إليها ، أما الأخرى النحيفة والتي تشبه العصا فقد احتفظت بابتسامة هادئة ، كانت تبادلها النظرات بهدوء تام :
- صدقيني الحياة لا تستحق من ينتحر من أجلها .
ضحكت السمينة :
- قصدك الحياة لا تستحق من يعيش فيها .
نظرت النحيفة إليها بنظرة أشبه بالثلج :
- عنيت ما قلته ... عندما تنتحرين فأنت تعطين للحياة قيمة وأهمية وهي لا تستحق أن تكون كذلك ... أنصحك بمراجعة نفسك
اقتربت الضاحكة منها بعدما هدأت :
- معها حق .. أحياناً صديقتي تنطق بالحكم .. أوه نسيت أن أعرفك بنفسي ... أسمي Dr.Fatimah .
ما أن قالت اسمها حتى تطلعت إليها zamob بكثير من الاستغراب وقبل أن تنطلق في خيالاتها والحكمة من وجودهما في لحظة اليأس التي عانت منها :
- لا يذهب فكرك بعيداً ... اسمي الحقيقي هو فاطمة وتستطيعين تسميتي بفطوم أما لقب الدكتورة فقد جاء عندما قطعت اصبع أحدهم فقد استعصى خاتمه من التملص منه فاضطررت إلى قطعه باحترافية .
توجست zamob شراً :
- كان ميتاً أطمئني لست قتالة قتلة بل نشالة مسكينة في حالي .
بانت الخيبة على وجه العروس المشوهة :
- ماذا ؟ هل ظننت لوهلة أني دكتورة سوف تعالجك من هذا التشوه ... لو كان ذلك لعالجت عيني التي فقدتها منذ زمن .
قالتها ومدت يدها إلى عينها اليمنى الكريمة ونزعتها أمام صرخة انطلقت لا إراديا من zamob ، لوحت Dr.Fatimah بالخرزة الكبيرة التي كانت قبل لحظات داخل تجويف العين .
- ما رايك بها تشبه العين ، كانت خرزة وقمت بصبغها وتلوينها بحرفنة لدرجة أن من يراها يظن أنها عين حقيقية .
ضحكت النحيفة :
- لا تخيفيها هكذا ..
ضحكت Dr.Fatimah بجلجلة :
- هذه صديقتي amsalolo
كانت ملامح الاستغراب بادية على وجه zamob :
- ماذا يعني أم السلولو ؟
- لا تذكريني بهذه الحكاية مجدداً .
قالتها amsalolo وهي تطلب من رفيقتها بعدم الحديث عنها . ولكن السمينة خفيفة الدم استدارت إليها :
- سوف اخبرك ... هل سمعتي بأغنية عبدالحليم حافظ .. قولوا لو قولوا لو قولوا له الحقيقة
اومأت zamob رأسها إيجاباً فهي كانت تعشقها وترددها لبحراوي ، لم تدع Dr.Fatimah مجالاً للعروس المنكوبة في سرحانها مع ذكرياتها :
- ذات يوم أقيم مهرجان أو مسابقة غنائية في جزيرة الإمبراطور وكانت صديقتي هذه على فكرة كان اسمها هيفاء .. هيفاء مجدي ، ما علينا .. تقدمت للمسابقة أملاً في الحصول على وظيفة مغنية في قصر الإمبراطور .. طلب منها المحكمون أن تقدم وصلة ... جاءت أغنية عبدالحليم حافظ في بالها ولكن اختلط عليها الأمر فحاولت أن تتذكر بداية الأغنية ولكنها فشلت وبما أن المحكمون في انتظار ما تجود به هيفاء مجدي فقد قررت أن تغني والسلام ،
عندها أطلقت Dr.Fatimah حنجرتها المتحشرجة والغليظة في ذات الوقت :
- سولولو سولولو سولولو الحقيقة ، ضحك جميع المحكمون وأطلقوا عليها هذا الاسم الذي لازمها حتى الآن لدرجة أنها نست اسمها الحقيقي .
بانت الابتسامة على وجه zamob وإن كانت شاحبة ربما بسبب لون أسنانها السوداء بفعل الاحتراق ، وضعت amsalolo يدها على كتفها :
- هكذا يجب أن تكوني ، عيشي حياتك وضعي الابتسامة على محياك مهما شعرت كيف تبدين ، فجمالك الحقيقي يكمن هنا .
قالتها وهي تشير إلى قلب zamob التي نكست رأسها كمن يفكر في الأمر .
- ما رأيك أن تنضمي معنا ؟
قالتها Dr.Fatimah بحماس :
- نعم .. تنضمين معنا ونكون الثلاثي المرح .. اسم يليق بنا
- ولكن ...
ابتسمت amsalolo ابتسامتها الهادئة :
- معنا لن تشعري بتشوهك ، بل سوف تستغلينه استغلالاً جيداً ...
- لم افهم ، كيف ، هل تقصدين النشل ؟
اخذت amsalolo نفساً عميقاً كمن يستعد لإزاحة هم :
- نحن نشالات ونصابات ومتسولات ووووو ولكن كل ذلك ليس الأهم .. الأهم أننا لدينا روح المغامرة وروح التجربة ... نحن ننام في كل مكان تحت الرمال ، في زريبة الحيوانات وربما يصل بنا الحال في الحمامات نكسب بضع دراهم قليلة ونشعر بها كنزاً.. نأكل كل شيء من فخذ خروف مشوي من قصر الإمبراطور إلى الحنظل إن لم نجد ما نأكله وفي النهاية ننام قريرات العين لا يشغل بالنا هم ولا غم .
رفعت zamob رأسها وابتسمت موافقة ، تصافحت النسوة الثلاثة دلالة على العهد والميثاق وقمن من فورهن لإكمال مسيرتهن .



صرخت Renad من شدة الألم وتأوهت كثيراً وهي تحاول أن تتماسك مع الاستسلام التام ليد jawadالذي وضع الجمرات المشتعلة في أماكن متفرقة من جسدها
- ثوان قليلة فقط ... أصمدي
- لا أتحمل
قالتها بعصبية وبجزع في ذات الوقت
- إن لم ... فهذا يعني أن العطب سينتشر في كل مكان من جسدك .. علينا وقف السم بأي طريقة
عندما وقعت Renad من أعلى الشجرة لاحظ jawad بقع زرقاء بدأت تنتشر في جسمها فعلم أن هناك خطب ما يلم بالفتاة المتوحشة فنزع السكين الموجودة في جيبها وكشط أحد المناطق الزرقاء فهاله أن رأى البقعة الكثيفة تخرج من جسدها فعمل ذات الفعل مع كل البقع حتى امتلأت المكان بالسائل الأزرق ، ولكن Renad لم تستفق من غيبوبتها واشتعل جسمها بالحمى لمدة يومين كان فيها الرجل البدين خير من اعتنى بها في هذه اللحظات الصعبة ، في اليوم الثالث استيقظت ولكنها كانت منهكة فلم تستطيع أن تقوم من مكانها ، أحضر لها jawad بعض الفواكه واستطاع بعد جهد جهيد أن يصطاد سمكة نهرية ويشويها لها :
- كلي ورمي عظمك .
اكلتها على مضض وهي تتطلع إليه بغرابة فهي لم تلتقي برجلاً عادياً منذ زمن يحمل في قلبه الشهامة عدا والدها وهو من المسوخ .
بعد يومين عادت البقع الزرقاء في الظهور فعلم أن ألأمر لن ينتهي إلا أن يضع حداً لها بواسطة الكي وكان هذا ما حدث .

بعدما هدأت Renad بعد عملية كي صعبة نظرت إلى منقذها بكثير من الامتنان :
- كيف أشكرك ؟
- ليس هناك داعٍ .. من أين جاءك السم ؟
سكتت قليلاً ، ونظرت تجاه الصخور النهرية :
- سما
- من ؟
- رئيسة منجم الفحم .
- هل هذا المكان يسكنه النساء فقط ؟
- لِمَ ؟
- منذ جئت إلى هذا المكان ولم التق إلا بالنساء فقط ، الأمازونيات ، سماهر ، وأنت . وألان اسمع بتلك الـ سما
ضحكت Renad وإن كان الألم جعلها خافتة
- يوجد رجال أيضاً ... لابد أنك ستلتقيهم يوماً
- لا يهم .. المهم .. لماذا هذه الـ سما قد عملت على تسميمك ؟
- قصة طويلة .. ولكن نشبت بيننا معركة كانت نتيجتها غرس سكينتها في كتفي .. يبدو أن السكينة كانت مسمومة .
- هل هذه الـ سما قريبة من هنا .
- نوعاً ما .... اطمئن سنتجه من طريق أخر .
- إلى أين
- إلى حيث أعيش .....

حاول أبو حسام أن يتنفس من خلال الفتحة الوحيدة المتاحة له بعدما أحكمت سما إطباق جبيرة الجبس على وجهه من جديد . كانت الحرارة خانقة والرطوبة عالية في الحفرة التي وضعته فيها سما رئيسة المنجم المتجبرة ، علم في قرارة نفسه أنه هالك لا محالة عندما كشفت شخصيته في ذلك اليوم ومنها فهو يتعرض لجميع أنواع الإذلال والهوان على يدها سواء كان تعذيباً جسدياً أو معنوياً مثلما فعلت به عندما أجبرته على تناول الحنظل والعلقم والعشرج في ذات الوقت بينما كانت تتناول فخذ خروف مشوي بالتوابل الهندية . كانت سما تفوقه شراً عندما كان في عز سطوته فما بالك الآن . وما أن انتهت من وجبتها الدسمة وجدته قد بدأت عليه ملامح الإسهال والترجيع أمرت به في حفرة الموت كما يطلق عليها ، هذه الحفرة هي سونا طبيعية وعلى ما يبدو أنها تقع مباشرة أسفل بركان خامد مليء بالصهارة التي ما زالت متقدة رغم خمود البركان ، المياه التي تخرج من فتحة البركان لها مجرى خاص يستخدم لإراحة رئيسة المنجم من تعب العمل والاسترخاء في المياه المعدنية البركانية الكبريتية ، بينما حرارته فتتوزع على الحفرة التي فيها أبو حسام والتي تستخدم عادة لكبار المجرمين أو كبار المغضوب عليهم والجزء الثاني من الحرارة يستخدم في تشغيل الآلات التي تعمل بالبخار والتي تستخدم لرفع الفحم إلى الأماكن المرتفعة أو إنزالها .
كان أبو حسام يتناول الطعام والشراب ( إن حصل له ) بواسطة ماصة خاصة فبرغم من بروز الأسنان في خارج منطقة الجبس إلا أنه لم يكن باستطاعته المضغ بسبب وضعية الجبس على فمه وبما أن سما تريده أن يعيش أكبر فترة زمنية من عمره فقد حولت له الطعام إلى شراب .
أخذ أبو حسام يتحسر على شبابه الذي مضى بسبب الضغط النفسي الذي يلازمه وأيقن أنه خلال فترة بسيطة إن أستمر هذا الحال على ما هو عليه فسوف يقضي نحبه بلاشك .
قطعة حصاة تسقط بجانبه ، بكل يقين أنها قادمة من أعلى ، ربما أحد الحراس مر بجانب الحفرة ، ربما سما تتفقده هل ما زال على قيد الحياة أم هلك . حصاة أخرى ، قلبه بدأ في الاضطراب فيبدو أن وقوع الحصاة هذه المرة لم يكن مصادفة ، حصاة ثالثة وقد تحول الشك يقين ولكن من ؟ لن يستطيع أن يعرف فهذه الجبيرة اللعينة تمنعه من الالتفات ، كره زهدي من أعماق قلبه في هذه اللحظة التي شعر أنه عاجز فيها عن الالتفات .
- هسسس
هلع عندما سمع الهسهسة القادمة من أعلى .
- هش
كانت هسهسة وتحولت إلى هشهشة فلابد أن الأمر خطير جداً من يكون يا ترى ؟ هل هي سما ذاتها قد صحا ضميرها فجأة ولكن مستحيل فهي الآمرة الناهية في هذا المكان ولا يمكن أن تختبئ من نفسها . ربما شعرت بالحب الجارف تجاهه ولكنها لا تريد أن تصرح بذاك أمام الحرس كي لا تسقط هيبتها . استبعد أبو حسام هذه الفكرة فسما من النوع الذي لا يمكن أن يخجل من أفعاله. إذن من يكون ؟ خطر أحمد علي فوراً في ذهنه المشوش من تأثير الأفيون الذي سقاه إياه زهدي ، نعم لابد أن هو أحمد علي ....
- ياله من حارس مخلص لمولاه ... سوف اكافئه بتعيينه رئيساً للوزراء
في حال عودته للحكم بلا شك . هكذا فكر أبو حسام
- ربما أحمد علي قام بالواجب أو أكثر فلابد أنه قطع رقبة هذا الزنديق ... أتمنى أنه لم يقتله كي اعذبه واشف غليلي .
بدأت أحلام اليقظة تصبح يقين في عقل أبو حسام ولكن الصوت الهامس عاد من جديد :
- هل تسمعني يا أبو حسام ؟
ما لاشك فيه أن الصوت ذكوري الملامح وما لاشك فيه أنه هو أحمد علي ، ترقرقت دموع أبو حسام من مقلتيه وكاد أن ينتحب من الفرح والسرور . حاول أن يتكلم ولكن الكمامة التي وضعتها سما في فمه حالت دون القدرة على الكلام ، ولم يكن يستطيع أن يهز رأسه أو بدنه لتوضيح الأمر لمخاطبه ، دفع بكل قوته الجسد المتصلب حتى هتز الجسم المتصلب وسقط على الأرض لتدخل المياه من خلال الفتحات مهددة حياة أبو حسام بالانتهاء .
اقترب الرجل الغامض من أبو حسام ورفعه من الماء بصعوبة وما أن التقى الوجهان حتى ظهرت ملامح ميلاد تحت ضوء القمر وهو يجاهد في وضع الجسم المتصلب بعيداً عن المياه إلا أن نجح في مسعاه .
بانت ملامح الدهشة في عيني أبو حسام فميلاد هو أخر شخص يتوقعه في هذه اللحظة بعدما حدث الذي حدث بينهما ، همهم أبو حسام دلالة على وجود قطعة قماش في حلقه وبحركة خطافية سريعة كانت يد ميلاد فوق الجبس الذي تكسر في لحظات قصيرة ، نزع الطبيب السابق الكمامة من فم مولاه السابق أيضاً . شهق أبو حسام ونظر نظرة أمتنان ناحية منقذه :
- لن أنسى لك هذا الجميل يا عزيزي ميلاد ، سوف أعينك رئيساً للوزراء حالما أعود .
كانت ملامح ميلاد أقرب للجليد من أن يكون فرحاً بهكذا خبر :
- هل تظنني يا أبو حسام جئت لأنقذك من أجل سواد عينيك أو طمعاً في وزارتك التي لن تعود ؟
وكأنه استشعر الخطر ، قطب جبينه :
- ماذا تقصد ؟
- أبنتك مسك
- هل هي بخير ، لابد أن هذا الزهدي قد نال منها أو قتلها .
- اطمئن هي بخير ما دمت أنت بعيداً عنها .... كل ما أطلبه موافقتك
تغيرت ملامح أبو حسام وهم بضرب ميلاد على خده ولكن الجبس ما زال مانعاً له من الحركة :
- وإن رفضت ؟
- سوف اصرخ بأعلى صوتي بعد أن أبتعد فيأتي لك الحرس وعلى رأسهم السيدة سما أسف أقصد الآنسة سما وتعرف الباقي .
- وكيف تتيقن مسك من موافقتي ؟ هل ستنقلها شفوياً ؟
- بالطبع لا ؟ لقد كتبت خطاب الموافقة وهاهو القلم والمحبرة ما عليك إلا التوقيع فقط .
قالها ميلاد وهو يخرج الورقة من جيبه .
- ولكني لا أستطيع التوقيع
ابتسم أبو حسام وهو يشير إلى الجبيرة – السجن ، قطب ميلاد جبينه وأنتزع حصاة حادة من قعر الحفرة وقام بتهشيم جبيرة اليد اليمنى حتى تحررت .
- والآن وقع من فضلك
بدون سابق إنذار امتدت يد أبو حسام المحررة ناحية عنق ميلاد وهو يهم بخنقه .
- ماذا تفعل ؟
- لا أحد يجرؤ على إجباري على شيء أرفضه .
شعر ميلاد أنه لن يستطيع التحرر من قبضة أبو حسام فهناك بون شاسع بين جسميهما فامتدت يده إلى الحبل الممدود ، تطلع أبو حسام إلى نهاية الحبل فوجده مرتبط ببعض القرع والحجارة فهلع وفهم ما ينوي فعله :
- ماذا تفعل ؟
قالها وهو يخف قبضته عن عنق الجزار السابق :
- أخبرهم بنيتك .
- ستكون معي .
- ميتاً .. لا يهم ولكنك لن تستطيع الهرب .
أخذ أبو حسام القلم وهم بالتوقيع :
- لكن عليك بتحريري أولاً
- سوف أحرر رجلك اليسرى فقط .
- لماذا ؟
- لكي أضمن أنني استطيع سبقك ولا تصل يدك لعنقي مجدداً ... لا تنسى أن تكتب التالي :
أشهد أنني أبو حسام والدك يا مسك قد قام البطل الضرغام والصنديد الهمام زوجك المستقبلي ميلاد الذي وافقت عليه امتناناً وعرفاناً بزواجك منه قد قام بتحريري من الأسر .
- لكنك لم تحرر إلا يد واحدة ورجل واحدة
- ألا تكفيك للهرب حتى تكون في مأمن على نفسك وتحرر نفسك فيما بعد .
وقع أبو حسام بعد تردد فلم يكن بيده أي حل ، قرأ ميلاد ما كتبه أبو حسام وابتسم ابتسامة رضا فأخذ الحصاة الحادة وهشم جبيرة الرجل اليسرى وقام من فوره وتسلق الحفرة وما أن استقر في أعلاها :
- أمامك يا أبو حسام دقيقة واحدة للهرب وبعد ذلك سوف أصرخ منادياً للحرس ... وأنت وشطارتك يا شاطر .

أوقع نسيم وجهه في بركة الماء فقد استبد به العطش بعد مسافة طويلة قطعها مع رفيقه بحراوي ، نظر إلى رفيقه الشارد :
- ما بك ؟
- هنا تنتهي الغابة .. ما بعدها رمال قاحلة .
- لا اظنها صحراء .. فهي جزيرة
- وما يدريك ؟
- أظنها جزيرة
- وإن لم تكن ؟
- نرجع أدراجنا ؟
- لا ... لكن يجب أن نأخذ احتياطنا .. يجب أن نجد قربة ما نحملها معنا .
تلفت نسيم يبحث عن شيء يستطيع أن يملأ فيه الماء لرحلة مجهولة المصير ولكنه لم يعثر
- لا أظن هنا سنجد أنية أو أوعية أو قرب ماء .. أظن أنه يجب علينا المغامرة ...
قبل أن ينطق بحراوي بكلمة كانت حشوداً من الرجال المقنعين تحيطهما .


استيقظ أحمد علي على ولولة فتاة بجانبه فأدرك أن هناك خطب ما ، كانت هي سماهر التي تنظر إلى القفص بجزع بالغ ، وضع أحمد علي يده على رأسه محاولاً فهم ما يجري تلفت حوله وهاله جموع الأمازونيات يحطن به من جميع الجهات فوق المدرجات الرومانية الشكل وهن يطرقن بالرماح والسيوف وكأنهن يستحثن أحد ما . نظر أحمد علي إلى الجهة التي تنظر إليه الفتاة فهاله أن رأى القفص يفتح بابه ليخرج منه الوشق .




يتبع